أُقيم احتفال لمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين، برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال وحضوره نجيب ميقاتي، وبدعوة من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ورئيسة الكونسرفتوار الوطني الدكتورة هبة القواس، جمع حشداً من اللبنانيين في قصر الأونيسكو، للتأكيد على إرادة الصمود عبر الموسيقى والثقافة. وحضر الاحتفال الى ميقاتي والمرتضى والقواس، شخصيات سياسية وزارية ونيابية وديبلوماسيون وسفراء من دول عربية وغربية عدة وشخصيات قضائية ومديرون عامون ومحافظون ورؤساء بلديات ووجوه إعلامية وصحافية وثقافية وفنية وغيرها.
ولفت بيان للمعهد الموسيقي الى “ان رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس لم تشأ، أن تمر ذكرى استقلال لبنان من دون الاحتفال بها كما يليق بالمناسبة الوطنية الكبيرة، رغم الظروف العصيبة التي يعيشها لبنان واللبنانيون. فحملت القواس راية تحدي الصعاب عبر احتفال ثقافي موسيقي ضخم للاحتفاء بالاستقلال مع جمهور كبير تقاطر إلى مسرح قصر الأونيسكو لحضور الاحتفال الذي أقيم في المناسبة مع غياب العرض العسكري في ظل الشغور الرئاسي. وذلك استكمالا للمسار النهضوي الذي سلكته القواس منذ بداية تسلمها مهامها كرئيسة للنهوض بالمعهد الموسيقي واستعادة ألقه كوجه حضاري للبنان،ولتكريس الدبلوماسية الثقافية للبنان مع العالم عبر الأنشطة الريعية والتعاونات مع مؤسسات وجهات رسمية وخاصة في لبنان والخارج”.
واستطاع المعهد الوطني أن ينقل اللبنانيين الى أجواء مغايرة عما يعيشوه، أجواء تشبه لبنان الثقافي الذي اعتادوا عليه قبل الدخول في نفق الأزمة، فجاءت هذه الاحتفالية كبارقة امل وفرح وتفاؤل، لاسيما بالرقي الذي رافقها مع الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة، والاوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق – عربية، فأبدعتا قيادة وعزفا في تقديم برنامج غني مميز من وحي المناسبةبعد الافتتاح بالنشيد الوطني إنشاداً من كورال الفيحاء على طريقة الأكابيلا، قدّم الاحتفال الصحافي روني ألفا وتلته كلمة للمرتضى جاء فيها: “لبنان تاريخه طويل وتضحياته كبيرة في سبيل الحرية والكرامة، وفيه يطيب لنا دائماً أن نستذكر ما كبده رجالات الاستقلال من سجن واضطهاد وما هتف به الخارج إلى تأييدهم في ساحات بيروت وشوارعها وفي سائر المناطق من مطالب وحدوية جامعة نادت كلها بإنهاء الانتداب والجلاء وتحقيق الاستقلال الناجز التام”.
وأضاف: “لبنان وصناعة الأمل صنوان، ليس هناك من بلد متمسك بالحياة أكثر من لبنان، وهو اذا تركه كل العالم، لا يتركه أبناؤه”.وقال ميقاتي في كلمته إن “الإستقلال لا يعني فقط تحرير الأرض من الغريب، بل هو أيضا نعمة ومسؤولية ويجب الحفاظ عليه”، مشدّداً على ضرورة إكمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رأس الدولة ورمز سيادتها في أقرب وقت ممكن”..
وأضاف: “فرحتنا اليوم ناقصة بسبب عدم اكتمال عقد المؤسسات الدستورية. إيانا أن نعتبر ان وجود فراغ في أي منصب يعني فقط فئة من اللبنانيين، لانه في الحقيقة يعنينا جميعا. وعلينا الاسراع في اكمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رأس الدولة ورمز سيادتها في اقرب وقت، ليكون الحكم. وعلى سيرة الحكم والمباراة، وبوجود معالي السفير السعودي نهنىئه من قلبنا على الاهداف السعودية التي تحققت”.
وقال: “مهما تشرّقنا وتغرّبنا وانطلقنا على دروب الحياة وفي العالم، ليس هناك شيء في الدنيا أغلى من أرض لبنان، وهو ليس مجرد ارض نعيش عليها بل كيان يسكن في داخل كل واحد منا، وهو وطن رسالة وهذه الرسالة يجب أن ننشرها أينما حللنا”.
وانطلق برنامج الاحتفالية مع الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو غارو أفيسيان، والتي نقلت الحضور إلى رقي الموسيقى السيمفونية مع مقطوعات ساحرة للمؤلفين الموسيقيين: ناجي حكيم (Lebanese Overture)، هبة القواس ((PleusisNo 1، وجمال أبو الحسن (Dance suite No. 1، وتحية سيمفونية لزكي ناصيف: فراشة وزهرا، ومهما يتجرح بلدنا).
ثم اعتلت الخشبة الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج بمشاركة الفنان غسان صليبا، فأتحفوا الحضور باختيارات موسيقية غنائية طبعت مسيرة صليبا بأبعادها الوطنية ولاسيما الرحبانية، فتفاعل معها الحاضرون لما تمثل في وجدانهم من ذاكرة الوطن. فقدم الفنان غسان صليبا بمرافقة الأوركسترا أغنيات: وطني بيعرفني (شعر منصور الرحباني، لحن أسامة الرحباني)، غريبين وليل (شعر ولحن منصور الرحباني)، أهل الأرض (شعر ولحن إيلي الشويري)، زينوا الساحة (شعر ولحن منصور الرحباني) وختم صليبا الاحتفال بأغنية “إذا راح الملك” (شعر ولحن منصور الرحباني).
وتخلل الاحتفال مشاركة شعرية بقصائد من وحي المناسبة للشاعرين أنطوان سعادة ورودي رحمة.