كتب الإعلامي د. باسم عساف
خميس الأسرار …مع نوابنا الأحرار …
إنتهت الجولة السابعة من السباق على سدة رئآسة الجمهورية ، وهي إنعكاس لجولات ستاد سباق الخيل ، حيث أن الأحصنة هي نفسها ، والمراهنون هم أنفسهم ، إلا من بعض التغييريين ، الذين يريدون تجربة حظوظهم في المراهنات علَّهم يدخلون المضمار من خلال إعجابهم بأحد الجياد ليضعوا المراهنةعليه ، علَّه يتصدر القائمة في( دورية هبّت) وليحظوا بالنعم التي تدرُُ عليهم ، بالعهد الميمون المنتظر ، وليصبحوا من المحظيين والمعتمد عليهم بالمحاصصات ، وتوزيع المغانم الحكومية الوازنة ، إضافة إلى المشاريع التنموية ، حيث بحاجة إليها المناطق الشعبية ، التي تتطلب المواقف الموالية ، لتأتي على قدر أهل العزم ، العزائم ….
ويوم الخميس من كل أسبوع ، قد خصَّه الأستاذ ليكون عبرةً لمن يعتبر ، وهو قد فرضه كمسلسل أسبوعي كمثل المسلسلات التلفزيونية ، التي إشتهرت بها المكسيك سابقاً ، وتركياحالياً ، أو كما كانت الأفلام الأميركية ومازالت تزاول مهامها تحت مسمى : فيلم أميركي طويل ، وهي ولاشك كفصول المسرحية التي تعتمد المشاهد المتقطعة ، ولكلِ فصلٍ منها ، تتغير فيه المقاعد وديكور المسرح ، وربما الممثلين الأبطال منهم والكومبارس ، وفق السيناريو الموضوع لها ، من قبل المنتج وإدارة المُخرِج ، ومدراء المسرح والإضاءة والصوت والملابس …كلٌ حسبَ موقعه ودوره ومهماته ، حتى تكتمل المسرحية بكافة فعالياتها وفصولها ومشاهدها ، تحت أمرة المخرج الواحد ، الذي يُحسِن إدارة موارد المسرحية ، وتدوير الزوايا ، وتمرير الوقت ، وتحريرالرهائن من القاعة ، والمراهنين ، من الفظاعة التي إلتصقت بيوم الخميس من كل أسبوع ، فيفقد النصاب ، ويُحسِن ما أصاب ، ويَجِلّ الشعب المُصاب ، حيث يكون قد فقد الأعصاب …
هل ياترى إعتمد الأستيذ على ألعاب الربح واللوتو ، التي تعتمد على الحظ ، ليكون في يوم الخميس ؟؟؟؟ أو على القاعدة المقدسة ، التي إعتمدها السيد المسيح في غسل أرجل الأطفال بيوم الخميس ، حتى أطلق عليه : خميس الأسرار …. أو ما إعتمده اليهود في هذا اليوم المخصص للصيام ، وللإستراحة بالعبادة قبل يوم السبت ، الذي تتعطل فيه كل تحركاتهم وأنشطتهم …
أو كما هو معروف عند المسلمين بأن هذا اليوم هو أحد أيام الصيام للنوافل ، أو اليوم الذي يتهيأ به العروسان لليلة الدخلة ، من الحلاقة والحمام والتزيين إستعداداً للزواج والراحة في يوم الجمعة ، وكما بات العرف اليوم في لبنان ، بأن يوم الخميس ، هو يوم النبيه ، الذي يجتمع فيه الممثلون وفق ذكائه وحيلته ، لقضاء حاجة الطباخين الكبار ، الذين يطبخون السُّم للشعب اللبناني ، لأجل تقويض دولته والقضاء على نظامه ، لينخرط في خارطة الطريق في شرق أوسط جديد …
الكتل النيابية في مجملها ، منذ ما قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة قد تعودت على المحاصصات وسارت بمبدأ الديموقراطية التوافقية ، وإقتسام مواقع ومفاصل ومقومات الدولة ومناصبها ، بالتوزيع الذي يعتمد على المصالح ومراكز القوى ، وكان تداول وتبادل الأدوار ، يسير بخطى ثابتة داخل منظومة سياسية حكمت عشرات السنين ، حتى غرقت إلى أذنيها في الفساد وهدر الأموال الرسمية لتتحول إلى أموال خاصة بقدرة قادر ، لتتمول بها المصارف الأجنبية ، وقد تحرر منها البلد وشعبه ، فتتحول إلى ديون متراكمة وطامة كبرى على رأسه ، أوصلته إلى الحضيض ونار جهنم في العهد الميمون ..
الملهاة الجديدة التي يتلهى بها المجلس التمثيلي ، بوضع كتلة التغيير في مجال التعيير ، والتي جيء بها لإستكمال السيناريو في تمرير الوقت ، وفي تسويف الأمور وتسريب الإستحقاق ، الذي يرفع رأس الجمهورية ، والكتل القديمة تعرف طريقها ، وتنفذ مهامها على ما يرام بما هو مطلوب منها ، وما يوحى إليها من الأسياد…
لتبقى هذه الكتلة التنفيسية ، التي جمعت زبدة الإنتفاضة ، في أبهى عراضة للأنشطة والأعمال ، فإذا بهم يخيبون الآمال ، من كثرة التفرق والتفلسف والإهمال ، بما يمثلون من الجنوب إلى الشمال ، وهم يحملون في ذاتهم الإعتلال ، فلا يصلون معها إلى الكمال ، ولا يجسدون للشعب الأغلال ، الذي لن يهدأ له بال ، إذا ما إستمر الجميع على هذا المنوال ، الذي يوصل الوطن إلى أسوأ الأحوال ، ذلك من خلال متابعة خميس الأسرار ، مع نوابنا الأبرار …