أكد النائب طوني فرنجية ان الدوافع التي أملت على تيار المردة المشاركة في جلسة حكومة تصريف الأعمال هي انسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى، لافتاً الى “انّ اشخاصاً كثيرين من المصابين بمرض السرطان، كانوا يلجأون الى اقارب ومغتربين لتأمين حبة دواء، وبالتالي لم يكن جائزا ان نبقى مكتوفي الأيدي، فقط لأنّ الجلسة ليست على مزاج هذا أو ذاك”.
وشدد فرنجية في حديث مع “الجمهورية” على من ينبغي أن يكون في موضع الاتهام، “ليس مَن حضر، وإنما مَن قاطَع مجلس وزراء اضطراري مخصّص لفتح الاعتمادات اللازمة من أجل تأمين أدوية السرطان وتسيير أمور حيوية أخرى”.
وقال “لم نكن مسرورين بطبيعة الحال لانعقاد حكومة تصريف الأعمال في ظل غياب رئيس الجمهورية، لكنّ المسؤولية تتطلب احيانا اتخاذ قرارت صعبة وهذا ما فعلناه. لقد اتخذنا قرارا عقلانيا وواقعيا بعيدا من المزايدات والشعبوية، وضميرنا مرتاح”.
واشار الى ان هناك في المقابل مَن يَعمد، كلما اقتضت مصالحه الخاصة، الى صنع الازمات الطائفية التي يعيش عليها ويستمدّ منها إكسير الحياة السياسية، “بحيث ينتهِز اي فرصة ممكنة لافتعال مشكلة في البلد، تارة باسم الصلاحيات وطوراً باسم التوازنات، سعياً الى شد العصب وترميم الشعبية، وهذا امر معيب بشكل عام فكيف وسط هذه الظروف القاسية التي تتطلب ترفّعاً عن الحسابات الضيقة”.
وحين يُقال لفرنجية ان التيار الوطني الحر بَدا من خلال رفضه التئام مجلس الوزراء وسط الشغور الرئاسي حريصاً على حماية الشراكة وموقع المسيحيين فيها، لفت الى انّ احداً لا يستطيع أن يزايد على تمسّكنا بالشراكة الحقيقية، “أما الشراكة التي يرفع لواءها البعض فهي مجرد شعار برّاق لتجميل معاركه العبثية والدونكيشوتية التي تسببت في تهجير اعداد هائلة من الشباب المسيحي”، لافتاً الى انّ التيار والقوات لا يختصران المسيحيين.
واعتبر فرنجية انّ الحريص حقاً على حقوق المسيحيين يُبادر فوراً الى انتخاب رئيس الجمهورية عبر دعم مرشح وطني معروف، بدل إضاعة الوقت آملاً في تحولات تأتي بأحدهم الى الرئاسة.