رأى عضو كتلة تجدد نائب بيروت فؤاد مخزومي، ان قرار منظمة الأمم المتحدة بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان «اليونيفيل»، ترافق مع تأكيد الأخيرة على ضوابط تحكم كيفية تحرك القوات المذكورة ضمن المنطقة التي من المفترض ان تكون منزوعة السلاح، معتبرا بالتالي أن ما سمعناه من روايات حول حادثة العاقبية جنوب لبنان، لا يبرر التعدي على قوات الطوارئ الدولية، لاسيما ان المطلوب لبنانيا انطلاقا من شراكة لبنان مع المجتمع الدولي، حماية الدور المسند دوليا الى قوات اليونيفيل، لا التعدي عليها تحت أسباب وذرائع واهية.
وعليه لفت مخزومي في تصريح لـ «الأنباء»، الى انه لا بد من إجراء تحقيق شفاف وحقيقي، للكشف عمن يقف وراء هذا العمل الاجرامي، وسوق المتورطين فيه امام قوس العدالة، اذ لا يمكن في ظل حاجة لبنان الى التواصل مع العالمين العربي والدولي، السكوت عن رسائل بالاتجاه الخطأ، متمنيا بالتالي على الحكومة اللبنانية، مقاربة الجريمة بحسم وحزم غير مسبوقين، ضمن تحقيق شفاف بمشاركة الأمم المتحدة، لقطع الطريق امام لعبة تدوير الزوايا في سبيل طمس الحقيقة والهروب من المسؤولية، تماما كما حصل في تحقيقات سابقة وأهمها انفجار مرفأ بيروت.
على صعيد مختلف وعن قراءته لعجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس للجمهورية، لفت مخزومي الى ان قوى المعارضة متمسكة بترشيح النائب ميشال معوض حتى النهاية، ولم ترشحه أساسا لتتراجع عنه لا تحت الضغوط، ولا امام اتهامه بالتحدي من قبل ما يسمى بفريق الممانعة، علما ان كامل فريق المعارضة بما فيه معوض، مستعد انطلاقا من حرصه على انتخاب رئيس للجمهورية، للتوافق مع اي مرشح غيره، قادر على تأمين نصاب الـ 65، شرط ان يكون مرشحا اصلاحيا وسياديا، داعيا بالتالي النواب الواقفين في الوسط، الى ملاقاة المعارضة في مشروعها الوطني والإنقاذي، لتأمين نصاب الـ 65 نائبا وانتخاب الرئيس العتيد، بدلا من الاقتراع بشعارات وأسماء لا طائل منها، سوى إبقاء الاستحقاق الرئاسي رهن التجاذبات السياسية.
وعن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لتدويل الملف اللبناني، لفت مخزومي الى انه لا مصلحة للبنان بوجود سورية وإسرائيل على حدوده، وحزب الله في الداخل، بالانغماس في لعبة المحاور الإقليمية والدولية، وبالتالي على لبنان المتمسك بهويته العربية، وبعضويته في جامعة الدول العربية، ان يكون حياديا بكل ما للكلمة من معنى، أي في محور الحياد الإيجابي، حيث الالتزام الكامل بمقررات وارتباطات الجامعة العربية، لكن الحياد شيء، وتدويل الملف اللبناني شيء آخر مختلف كليا، لان التدويل بالمعنى المطلق، يعني اعتراف دولي صريح بانتهاء الجمهورية اللبنانية، وانحرافها باتجاه حرب أهلية جديدة يرفضها الجميع، ناهيك عن المزيد من التدخلات الدولية بالشأن اللبناني، اما اذا كان المقصود بالتدويل، تأمين تكتل دولي للضغط باتجاه انتخاب رئيس إصلاحي للجمهورية، ومن ثم تشكيل حكومة انقاذ حقيقية، ببيان وزاري قوامه سحب البلاد من جهنم، فإن الغالبية العظمى من اللبنانيين المؤمنة بسيادة لبنان، ستؤيد حكما هذا المطلب البطريركي.
وعن قراءته لتراجع الرئيس بري عن الحوار بين الكتل النيابية، أكد مخزومي ان أي حوار بين اللبنانيين لمصلحة لبنان، مرحب به اكان تحت قبة البرلمان ام خارجها، لكن علينا أولا كلبنانيين الاطلاع على اجندته والغاية منه، لأن الحوار لمجرد تلاقي القوى السياسية، سيبقى عقيما ولن يصل الى أي نتيجة، اما اذا كان بمضمون التوصل الى حل يحترم النص والآلية الدستورية لانتخاب الرئيس، ومعالجة الملفات الشائكة والضاغطة ضمن العمل المؤسساتي السليم، فإن اللبنانيين لن يترددوا بالجلوس على طاوله.