القاضي م جمال الحلو :
رحم الله والدي فقد كان يردّد على مسمعي دائما:
” تخلّص من الكسل والخمول، ولا تكن بحقّ نفسك جهولًا”.
فمن المعروف لدى أهل الوعي والرؤية الصائبة أنّ الكسل آفة عظيمة تعود على الأفراد والمجتمعات بالعواقب الوخيمة. فالكسل يهدم الشخصيّة والكيان، ويذهب بنضارة العمر لدى الإنسان، ويؤدّي بصاحبه إلى الإهمال والتأخّر في ميادين الحياة الفسيحة، ويصبح الخمول وجهًا من الوجوه القبيحة.
وعليه فإنّ الإنسان المؤمن الصادق يكره الكسل ويستعيذ بالله منه.
فقد ورد في الحديث النبويّ الشريف أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يقول: “اللهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل”. فإذا ركن المرء في حياته إلى الراحة والخمول هان على نفسه وعلى الآخرين. فالكسل حلقات متتالية متعاقبة، فمن كسل عن شيء جرّه ذلك إلى الكسل عن آخر، وهكذا دواليك حتّى يلتحق بالأموات وهو يمشي على الأرض بلا ثبات.
وقد يؤدّي الكسل أيضًا إلى التباطؤ في البحث عن أسباب العيش. فسؤال الناس فيه من الذلّة والاستكانة ما يميت الحياء والمروءة.
هذا ومن الطرق المساعدة لعلاج الكسل:
١ ) الدعاء.
٢ )الصرامة مع النفس في إدارة الوقت.
٣ )الشعور بالمسؤوليّة.
٤ )الرياضة.
٥ ) الثبات.
أعانني الله وإيّاكم على طاعته وحسن عبادته.
اللهمّ إنّا نسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء، وبأسمائك التي ملأت كلّ شيء، وبعلمك الذي أحاط بكلّ شيء، وبنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء أن تزرع في نفوسنا النشاط وفي أبداننا الصحّة، وفي عقولنا وقلوبنا الإيمان واليقين لنقوم بكلّ ما يرضيك وترضى به عنّا.
يا نور يا قدّوس يا أوّل الأوّلين وآخر الآخرين، اغفر لنا الذنوب التي تهتك العصم. اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم. اغفر لنا الذنوب التي تغيّر النعم. اغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء. اغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء. اغفر لنا كلّ ذنب أذنبناه، وكلّ خطيئة أخطأناها برحمتك يا أرحم الراحمين.