أعلنت دار التقويم القطري أن كوكب عطارد يصل إلى أقرب نقطة في مداره حول الشمس (نقطة الحضيض) مساء غد الاثنين، حيث سيكون عطارد على مسافة قدرها 46 مليون كيلومتر من مركز الشمس تقريبا.
وفي أثناء مدارها حول الشمس، فإن الكواكب لا تجري في دائرة مثالية، بل تجري في مسار أقرب ما يكون لمدار بيضاوي، فتقترب من الشمس في بعض الأحيان، وتبتعد عنها في أخرى.
في حالة عطارد، سيكون مساء غد الاثنين على مسافة 46 مليون كيلومتر من الشمس تقريبا، أما في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن كوكب عطارد كان على مسافة قدرها 70 مليون كيلومتر تقريبا من الشمس، وهي نقطة الأوج، وتعني أن الكوكب يكون في أبعد نقطه له من الشمس.
ويمكن لسكان الوطن العربي أن يرصدوا كوكب عطارد بأعينهم المجردة هذه الأيام.
وعليهم الخروج للبحث عن عطارد في الأفق الغربي بعد غروب الشمس بنصف ساعة تقريبا، حسب التوقيت المحلي. ويظهر الكوكب على شكل جرم لامع مائل للون الأصفر وقريب جدًا من الأفق، لذلك يفضل أن يرصد في منطقة مفتوحة، حيث لا تعوق المباني الرؤية.
ويمكن للراصدين كذلك أن يروا كوكبا آخر في السماء يكون أعلى من عطارد، ويلمع بشكل واضح كأنه مصباح منير، وهذا كوكب الزهرة الذي يرتفع في السماء يوما بعد يوم، ويستمر ليطرز السماء الغربية خلال عدة أشهر قادمة، بينما سيختفي عطارد من السماء الليلية خلال أيام.
ويعد عطارد أصغر كواكب نظامنا الشمسي، فهو أكبر قليلا من قمر الأرض وهو أيضا الأقرب إلى الشمس. من على سطح عطارد، تظهر الشمس أكبر 3 مرات مما تبدو عليه عند النظر إليها من الأرض، ويكون ضوء الشمس أكثر سطوعًا 7 مرات، حسب وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا).
البحث عن أصغر الكواكب
يعتقد العلماء أن عطارد نواة كوكب ضخم كان قبل مليارات السنوات قريبا للشمس، لكن لسبب ما تحطمت قشرته الخارجية وبقيت النواة، التي تمثل الآن أكثر من 85% من نصف قطر الكوكب.
ويثير ذلك انتباه العلماء ويدفعهم لاستكشاف الكوكب الأصغر في المجموعة الشمسية، فانطلقت حتى الآن 3 مهام بحثية لدراسة عطارد، أولاها كانت “مارينر 10” (10 Mariner) عام 1973 لدراسة الغلاف الجوي وظواهر السطح لكوكبي الزهرة وعطارد.
وكانت المهمة الثانية تحت اسم “ماسنجر” (MESSENGER) عام 2004، واستهدفت دراسة سطح الكوكب وبيئته ومداره.
أما المهمة الثالثة التي تسمى “بيبيكولومبو” (BepiColombo)، فقد انطلقت عام 2018، ويعتقد أنها ستصل إلى الكوكب بحلول 2025، وتتبع المهمة وكالتي الفضاء الأوروبية واليابانية، وتستهدف إيجاد حلول لألغاز كوكب عطارد، ومنها -بالطبع- تأكيد أو نفي فرضية أنه نواة كوكب ضخم.
إلى جانب ذلك، يريد العلماء فهم مجال هذا الكوكب المغناطيسي الذي يعد أقوى نسبيا إذا ما قورن بالزهرة والمريخ وحتى القمر، وبالطبع يهتم العلماء باختبار النظرية النسبية العامة، التي تتضح بعض ملامحها في مدار عطارد المختلف قليلا عما اعتقده العلماء قبل ظهور نظرية ألبرت أينشتاين