ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
وبعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى المطران عوده عظة قال فيها: “المعمودية هي السر الذي يدخلنا إلى أحضان الكنيسة. فكما أن عمل المسيح الخلاصي للعالم بدأ بالمعمودية، وتبعتها أمور أخرى كالآلام والصلب والقيامة والصعود إلى السماوات، على المنوال نفسه تبدأ الحياة الروحية بسر المعمودية. إلا أن كثيرين ممن تسموا مسيحيين بالمعمودية يبعدون أنفسهم عن حضن الكنيسة الدافئ، ساعين وراء مصالحهم، مستغلين اسم المسيح. هنا دعوة إلى كل مسؤول يعتبر نفسه مسيحيا حقيقيا، أن يجتهد من أجل خلاص أبناء الله الذين ألقيت على عاتقه مسؤولية رعايتهم”.
وأضاف، “هذا الاجتهاد يظهر من خلال محبة الخير والصلاح، ورفض الظلم والقهر وتجويع البشر وإذلالهم واستغلالهم من أجل مكاسب ومصالح خاصة، ومن خلال التعلق بالوطن والإخلاص له والعمل من أجل المصلحة العامة”.
وأكّد أن “المصلحة العامة تقتضي وقف التراشق الكلامي وتعطيل الدولة، والعمل على إظهار الحقائق المطموسة في شتى القضايا التي مست قلب الوطن وأبنائه، ومصارحة المواطنين بشأنها، وإنصاف من يجب إنصافهم ومعاقبة من تجب معاقبتهم، بعيدا من الشعبوية والمتاجرة، كما تقتضي العمل الحثيث من أجل إنهاض البلد وإعادة الحياة إلى مؤسساته وإداراته، وهذا لن يحصل ما لم ينتخب رئيس، مسيحي حقيقي، يتخذ الرب يسوع مثاله الأوحد ويستلهم تعاليمه، اليوم دعوة إلى جميع المسؤولين أن يطهروا أنفسهم بدموع التوبة الحقيقية، ويعودوا إلى الرب الرحوم، ويعملوا بحسب وصاياه، عل الخلاص يزور وطننا المقهور”.
وختم عوده، بالقول: “يأتي عيد الظهور الإلهي ليذكرنا بأن عملنا الأساسي كمسيحيين هو إظهار الله الثالوث القدوس للآخرين عبر سلوكنا وسيرنا على خطى الرب. بهذا نتبرر أو ندان. لذلك، الدعوة في هذا العيد المبارك هي للعودة إلى الرب عبر معمودية الدموع، بتوبة حقيقية، واعتراف قلب نادم عن كل ما اجترمه من الخطايا. هكذا نكرس بنوتنا لله الآب الذي تبنانا بابنه الوحيد الحبيب الذي به سر، آمين