كتب عوني الكعكي:
بكل تواضع نستطيع القول إنّ ما حقّقه د. فيصل سنو في جمعية «المقاصد» يستحق أن يطلق على صاحبه لقب قائد. ولكن ليس كالقيادات العسكرية التي تفتخر بالحروب وبالقتل والتدمير.. هذا القائد هو الرجل الذي يقود فريق عمل طبّياً، أو فريق عمل من أساتذة المدارس والجامعات، وفريق عمل إنسانياً، وفريق عمل اجتماعياً، كما استطاع أن يحقق معجزات لم يستطع من جاء قبله أن يحققها.. وهنا لا أنكر أعمال الرجالات الصالحين الذين سبقوه بدءاً بالمؤسّس الشيخ عبدالقادر قباني الذي أسّس هذه الجمعية عام 1878، وهو بدأ من الصفر، ولكن مع الأيام ومع مرور رجالات تستحق التقدير وعلى رأسهم الكبير صائب بك سلام الذي أعطى المقاصد من قلبه وعقله ورفعها ورفع رايتها في المملكة العربية السعودية… لن أطيل الحديث لأنّ ما فعله د. فيصل سنو، أقرّ وأعترف انه اعجوبة… نعم اعجوبة بكل ما للكلمة من معنى.
منذ أشهر حضرت احتفالاً في المستشفى، وكان بحضور ومشاركة الأميرة غيدا سلام والدها السيد هاني سلام وهي زوجة ابن الأمير محمد بن الحسين… وبينما أنا أنتظر وأتنقل في أجنحة المستشفى شعرت انني ربما قد أكون أخطأت.. لأني لا أتذكر أنّ مستشفى المقاصد وصل الى هذا المستوى من الحضارة والروعة… هذا جزء من القصة.
الجزء الثاني، انني أحببت ان أدخل الى المستشفى من مدخله الرسمي فظننت للحظات أنّ هذا المدخل ليس مدخل مستشفى المقاصد.. بل كأنه مدخل مبنى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، الجديد لا القديم، أي الذي انتهى منذ فترة قصيرة.
أكثر ما أعجبني عندما كنت أدخل الى الطابق الارضي لائحة كتب عليها تقدمة المرحومة سنا طبارة، وسألت فقالوا لي إنّ المرحومة سنا زوجة الصديق المحترم علي طبارة كانت قد أوصت بأن تُصرف كامل ثروتها على تحسين وتحديث مستشفى المقاصد… والأجمل ان ابنتها مهندسة الديكور المميزة السيدة ديانا طبارة هي التي رسمت وخططت ونفذت المخطوطات وكل ذلك تقدمة منها أيضاً عن روح والدتها المغفور لها سنا طبارة.
يا جماعة: «لسه الدنيا بألف خير» عندما يكون على رأس المؤسّسة رجل بكل معنى الكلمة، رجل صالح توقعوا أن تنتظروا منه العجائب.
وكي لا نختصر الذي حدث في مستشفى المقاصد وفي الجمعية من إنجازات يفتخر بها كل مسلم لا بد أن نستعرض بعض الإنجازات:
– تطوير مستشفى المقاصد وتأهيل الأقسام الطبية والادارية..
– قسم العناية المركزة بتبرع من مركز الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
– قسم القلب المفتوح بتبرّع من السيد سمير عيتاني.
– قسم العناية المركزة للأطفال بتبرع من رئيس الجمعية.
– قسم مركز سرطان الاطفال.
– تأهيل الطابق الأول بتبرع كريم من السيدة سامية سنو.
– تأهيل مدخل المستشفى بتبرع من السادة عدنان وعادل قصار.
– إقامة مبنى المرحومة السيدة سنا طبارة بتبرع كريم من السيد علي طبارة وأولاده.
– تأهيل قسم الولادة.
– إنشاء قسم مخصص للعيون.
– دعم مؤسسة «ورد المقاصد» لمساعدة الأسر المتعففة.
أما على الصعيد العلمي والتربوي فقد تحققت الانجازات التالية:
1- إنشاء مركز تدريب المدرسين في لبنان والمنطقة.
2- تطوير مدرسة خديجة الكبرى بعدما تقرّر تصنيفها ضمن لائحة الليسيه الفرنسية.
3- التعاقد مع عدد من أهم مدرّسي اللغات والعلوم.
4- رفع مستوى المدرسين الى ماجستير تعليم ودكتوراه.
5- التعاقد مع المدارس الكاثوليكية في لبنان وفق برنامج لضمّ مؤسّسات لبنانية أخرى.
6- زيادة عدد الطلاب في بيروت ليتجاوز الثمانية آلاف، ورفع عدد الطلاب خارج بيروت الى 4 آلاف طالب.
7- تطوير مدرسة ابي بكر الصديق لتتحوّل الى مدرسة بمواصفات دولية بتكلفة 4 ملايين دولار.
8- إعادة تأهيل مدرسة عبد القادر قباني في برج أبي حيدر لاستيعاب 900 طالب وطالبة.
9- تطوير مدارس المقاصد في القرى وتحويلها الى مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية.
10- تطوير وتحديث مدرسة علي بن ابي طالب ومدرسة خديجة الكبرى.
11- تحويل مبنى كلية البنات سابقاً ليصبح الحرم الجديد لجامعة المقاصد.
حقاً.. إنها إنجازات رائعة لقائد بارع، يقود سفينة المقاصد بتأنٍ ورويّة ودقة متناهية… من هنا يمكن القول إنّ المقاصد ستظل بقيادة الدكتور فيصل سنو في القمة.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*