تشعر بثقل في رأسك، تفقد التوازن ثم تشعر بأنك على وشك الإغماء والوقوع أرضاً.. هذا ما يسمى بـ”الدوخة” أو الدوار الذي تتراوح أسبابه بين مشاكل بسيطة مثل الإصابة بالعدوى الفيروسية، وأخرى أكثر جدية مثل اضطرابات الجهاز العصبي.
ما هي الدوخة؟
يستخدم مصطلح الدوخة عادة لوصف مجموعة من الأحاسيس مثل الشعور بالإغماء أو الوهن أو الضعف أو اختلال التوازن. وتسمى الدوخة التي تخلق الشعور الزائف بأنك تدور أو بأن كل ما في المكان المحيط بك يدور حولك، بـ”الدوار”.
ووفقاً لما ورد في موقع mayo clinic تعتبر الدوخة أحد أبرز الأسباب التي تدعو الناس إلى زيارة الطبيب، وعلى الرغم من أن الدوخة ليست أمراً خطيراً فإنها قد تكون مزعجة، لا سيما إذا تكررت، كما أنها قد تكون دلالة على وجود مشاكل صحية أخرى تستدعي تدخل الطبيب.
أما علاجها فيتوقف على سبب الإصابة بها في المقام الأول.
أعراض الدوخة
قد يشعر الأشخاص المصابون بالدوخة بما يلي:
الشعور الزائف بالحركة أو الدوار.
الإصابة بالصداع مع الدوار أو الشعور بالإعياء.
عدم الثبات أو فقدان الاتزان.
الشعور بأنك مشوَّش الذهن أو الشعور بثقل الرأس.
تُستثار هذه الأحاسيس وتزيد مع المشي أو الوقوف أو تحريك الرأس. وقد يُصاحب الدوار غثيان أو قد يكون مفاجئاً أو شديداً لدرجة أنك تحتاج إلى الجلوس أو الاستلقاء. قد تستمر الدوخة لثوانٍ أو أكثر، وقد تتكرر عدة مرات.
متى يجب أن تزور الطبيب؟
بشكل عام، يجب زيارة الطبيب إذا شعرتَ بأيِّ دوخة أو دُوار متكرِّر أو مفاجئ أو شديد من دون سبب، خاصة إذا ترافقت الدوخة مع أحد الأعراض التالية:
صداع شديد مفاجئ
ألم في الصدر
صعوبة في التنفُّس
خَدَر أو ضَعْف في الذراعين أو الساقين
إغماء
عدم وضوح الرؤية
سرعة ضربات القلب وعدم انتظامها
الارتباك أو تداخُل الكلام
التعثُّر أو صعوبة المشي
قيء مستمر
التغيُّر المفاجئ في السمع
خَدَر الوجه
أسباب الدوخة المتعلقة بالأذن والتوازن
قد تحدث الدوخة عندما يكون لدى المريض مشاكل صحية بالأعضاء التي تؤثر في القدرة على التوازن مثل:
العيون، التي تُساعدكَ على تحديد مكان وجود جسمكَ في الفضاء وكيفية حركته.
الأعصاب الحسيَّة، التي تُرسِل رسائل إلى عقلكَ حول حركة الجسم وموقعه.
الأذن الداخلية، التي تضمُّ أجهزة استشعار تُساعد على اكتشاف الجاذبية والحركة ذهاباً وإياباً.
فما الدوخة إلا شعور زائف بأن محيطكَ يدور أو يتحرَّك. ومع اضطرابات الأذن الداخلية، يتلقَّى دماغكَ إشارات من الأذن لا تتفق مع ما تستقبله عيناك والأعصاب الحسية، وبينما يعمل عقلك على حل هذا الالتباس قد تحدث الدوخة.
أيضاً تحدث الدوخة في الحالات التالية:
الإصابة بالعدوى: قد تحدث الدوخة بسبب العدوى الفيروسية التي تصيب العصب الدهليزي، وتُسَمَّى التهاب العصب الدهليزي. إذا كنتَ مصاباً أيضاً بفقدان السمع المفاجئ، فقد يكون لديكَ التهاب في الأذن.
داء مينير: تتراكم السوائل بشكل مفرط في الأذن الداخلية عند الأشخاص المصابين بهذا المرض، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، من بينها الدوخة التي تحدث على شكل نوبات مفاجئة قد تدوم عدة ساعات. كذلك قد يصاب المريض بضعف السمع ورنين في الأذن وشعور بانسداد الأذن.
الشقيقة (الصداع النصفي). قد يُصاب الأشخاص المصابون بالشقيقة بنوبات الدوار حتى عندما لا يشعرون بصداع شديد. يُمكن أن تستمرَّ نوبات الدوار هذه من دقائق إلى ساعات، وقد تكون مصحوبة بصداع وكذلك حساسية من الضوء والضوضاء.
مشاكل الدورة الدموية التي تسبب الدوخة
قد تشعر بالدوخة أو الإغماء أو عدم التوازن إذا كان قلبك لا يضخ ما يكفي من الدم إلى المخ. وتتضمن الأسباب ما يلي:
انخفاض في ضغط الدم: قد يؤدي الانخفاض الحاد في ضغط الدم الانقباضي- وهو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم- إلى الإصابة بالدوار لفترة قصيرة أو الشعور بالإغماء. يمكن أن يحدث ذلك بعد مغادرة السرير أو الوقوف بسرعة كبيرة.
ضعف الدورة الدموية: حالات مثل اعتلال عضلة القلب، والنوبات القلبية، واضْطِرابُ ضربات القلب قد تسبب الدوخة. وقد يؤدي انخفاض حجم الدم إلى عدم كفاية تدفق الدم إلى الدماغ أو الأذن الداخلية؛ مما يؤدي إلى الدوخة أيضاً.
أسباب الدوخة الأخرى
أمراض الجهاز العصبي: قد تؤدي بعض الاضطرابات العصبية- مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد- إلى فقدان التوازن والشعور بالدوار.
الأدوية: يمكن أن يكون الدوار أثراً جانبيّاً لأدوية معينة مثل الأدوية المضادة لنوبات الصرع ومضادات الاكتئاب والمسكنات والمهدِّئات. لكن الأدوية الخافضة لضغط الدم- على وجه الخصوص- قد تسبب الإغماء إذا أدت إلى انخفاض ضغط الدم انخفاضاً كبيراً.
اضطرابات القلق: قد تسبب بعض اضطرابات القلق الدوخة أو الشعور بالتشوش الذهني الذي يشار إليه غالباً بالدوار. ويشمل ذلك نوبات الهلع، أو الخوف من مغادرة المنزل أو المكوث في مكان كبير ومفتوح (رهاب الخلاء).
انخفاض مستويات الحديد (فقر الدم): قد تصاحب الدوار مؤشرات مرض وأعراض أخرى إذا كنت مصاباً بفقر الدم، مثل الإرهاق والضعف وشحوب الجلد.
انخفاض نسبة السكر في الدم: تصيب هذه الحالة بشكل عام، مرضى السكري الذين يتناولون الأنسولين. قد يصاحب الدوخة التعرق والقلق.
التسمم بأول أكسيد الكربون: غالباً ما تُوصف أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون بأنها “شبيهة بأعراض الإنفلونزا” وتشمل الصداع والدوخة والضعف واضطراب المعدة والقيء وآلام الصدر والارتباك.
فرط السخونة والجفاف: قد تشعر بالدوخة بسبب فرط السخونة أو الجفاف إذا مارست نشاطاً في جوّ حار أو لم تشرب ما يكفي من السوائل. ويحدث ذلك بشكل خاص إذا كنت تتناول أدوية معينة للقلب.
مَن الأكثر عرضة للإصابة بالدوخة؟
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر شعورك بالدوخة ما يلي:
العمر: يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بحالات طبية تسبب الدوار. كما أنهم أكثر عرضة لتناول أدوية قد تتسبب في الدوخة.
سوابق الإصابة بنوبات الدوخة: إذا كنت قد عانيت من الدوخة من قبل، فمن المرجح أن تعاني منها في المستقبل.
متى يكون الأمر خطيراً؟
يمكن للدوخة أن تزيد لدى المريض خطر الإصابة واحتمالية إيذاء النفس. يمكن للإصابة بالدوخة خلال قيادة السيارة أو تشغيل آلات ثقيلة أن تزيد احتمالية التعرض لحادث. قد يواجه المريض كذلك عواقب طويلة الأمد إن لم يعالج المشاكل الصحية الكامنة وراء الدوخة.