شارك عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم في المؤتمر السابع عشر لاتحاد مجالس برلمانات منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في الجزائر، فقال في كلمته: “للجزائر باب فضائنا وقلب محبتنا، للجزائر مرآة تاريخنا الذي يمهل ولا يهمل وصورة إنساننا، موتنا وقيامتنا للجزائر. رسالة الحياة الجميلة المكتوبة بأناقة الصبر والتضحيات ودماء الشهداء، والفجر الآتي الذي يسلك طريق جلجلته المتألمة إلى عنوان من عناوين لقاءاتنا ورمزيتها لإنساننا والقضية وأساسها القدس، وما حولها وما عليها من عناوين الظلم والعدوان، للجزائر أرض المليون ونصف المليون شهيد رمز عنفواننا والكرامة لقاداتها رئيساً وحكومة ومجلساً ولشعبها ألف تحية وتحية”.
وأضاف هاشم: “بإسم لبنان ومجلسه النيابي ورئيس المجلس كل الشكر للجزائر قيادة وحكومة ومجلسا وشعباً لوقوفهم في كل المراحل دعماً للبنان ومؤازرة له في المجالات كافة، من أجل ترسيخ سلمه الأهلي ودعم صموده ومقاومته، حيث كانت الجزائر طليعة في مبادراتها لمساعدة وطننا وشعبنا لمواجهة الصعوبات والتحديات والتخفيف من حدتها. لقاؤنا اليوم في مؤتمر إتحاد برلماناتنا ليس الأول، بل منذ أكثر من سبعة عقود ونيف واللقاءات تتكرر للدفاع عن قضايانا ودائماً فلسطين كانت وما زالت المحور والقضية المركزية. وامام ما نشهده من تصعيد في فلسطين وإستكمال الإجراءات الإحتلالية الإستيطانية لتهويد القدس وإلغاء طابعها العربي والإسلامي والمسيحي وإستمرار الإحتلال بكل اشكاله لفلسطين والجولان وأرضنا في لبنان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر وغيرها من أجزاء، نفتح دفتر الذاكرة على هذه المشاهد الإحتلالية لنقول: إن فلسطين المحاصرة بين جدارين، جدار الفصل العنصري وجدار الإعتداءات اليومية بكل همجية، نستصرخ الضمائر لمواجهة العدوان ودعم الشعب الفلسطيني بكل ما اوتينا من قوة وإيمان لتحقيق أمانيه الوطنية في التحرير والعودة وتقرير المصير وإقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
وتابع: “إننا مدعوون إلى إلتقاط فرصة الإستثمار على التضامن والتعاون المشترك لتطوير مجتمعاتنا وتمتين علاقتنا، ولم يعد من إمكانية في ظل ما يشهده العالم أن نبقي إجتماعات برلماننا عند حدود البيانات والقرارات الجامدة، وماذا تعني كل المؤتمرات وماذا تعني كل العناوين التي لا تحترم قراراتها ولا توضع في إطار تنفيذي، يكفي أن نبدأ من بند ونضع آليات المتابعة والتقرير لنحدد على ضوء ذلك النتائج والخطوات اللاحقة لنصل إلى خط الدفاع عن أمتنا وقضاياها وحقوق شعوبها وعدا ذلك سنبقى نجتمع ونخطب ونصدر القرارات والتوصيات الخجولة على مستوى القمم والمجالس الوزارية والإتحادات البرلمانية”، واعتبر أن “المطلوب واحد، مواجهة الإحتلال لفلسطين وفك أسر القدس وإقامة الدولة الفلسطينية. من هنا البداية لحماية الأمن والسلم الدوليين. فماذا نحن فاعلون ومن أين نبدأ هذا؟ ما علينا الا أن نضع خريطة طريق للوصول إلى الهدف، والغاية خدمة لأمتنا وحماية للكرامة الإنسانية، واليوم ما علينا إلا العمل على دعم توجه الجمعية العمومية للألمم المتحدة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لإصدار فتوى بشأن الاثار المترتبة على إنتهاكات الكيان الصهيوني المستمرة بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، وهذه محطة علينا الإسراع بمساندتها وكشف عنصرية الكيان الصهيوني وهمجيته ووضع حد لخطواته العنصرية وإعطاء الشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره”.
ورأى أنه “من حق شعوبنا ان نسأل ماذا فعلنا لتخفيف الأعباء عن حياتهم اليومية؟ وماذا قدمنا من حلول لأزماتهم في إطار تعاوننا؟ علينا ألا نختلف على بعض التفاصيل وتوجيه الاتهامات، في وقت نحتاج إلى الإعتصام بحبل الله والا نتفرق لننجح وننقذ مجتمعاتنا وامتنا والعالم، آن الأوان للابتعاد عن الأحقاد والصغائر والتمسك بالحكمة والوعي والعقلانية وإعتماد النقاش الموضوعي والحوار البناء لحل خلافاتنا واختلافاتنا مهما كان حجمها، لأننا في دائرة التصويب والإستهداف كأمة بوجودها وعناوينها ومقدساتها وما حصل في استوكهولم بإحراق نسخة من المصحف الشريف إلا الدليل القاطع، وهو كما أكد الرئيس نبيه بري، إعتداء مباشر على مشاعر ومقدسات اكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم وهو أيضاً إعتداء على كل الرسالات والكتب السماوية”، معتبراً أن “التغاضي عما حصل تحت حجة حرية الرأي والتعبير يؤسس لتعميم خطاب الكراهية في مرحلة العالم، والإنسانية بأمس الحاجة إلى التلاقي والحوار وكي لا يستمروا في أخذنا فرادى فلنكن عصية قادرة على رسم خطوط المستقبل الواعد”.
وختم: “المطلوب تفعيل العلاقات بين بلداننا بكل مستوياتها البرلمانية والسياسية والإقتصادية والأمنية والتضامن لتحقيق الغاية المرجوة ولنقرن القول بالفعل لنكون الرقم والموقع المميز في هذا العالم”.