يواجه الناجون من فاجعة زلزال تركيا وسوريا، الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف، احتمالات مثبتة علميًا بالمعاناة باكتئاب ما بعد الصدمة وهي أحد اضطرابات الصحة العقلية طويلة المدى.
وبحسب ما نشره موقع JAMA Network، بحثت دراسة علمية مسارات متلازمة ما بعد الصدمة وأعراض الاكتئاب لمدة 5.5 سنة كتأثيرات نفسية طويلة المدى على الناجين عقب زلزال وتسونامي شرق اليابان الكبير عام 2011.
قادت البروفيسورة شيهو كينو، أستاذة بقسم علم الوبائيات الاجتماعية في “جامعة كيوتو” اليابانية، الدراسة التي رصدت استمرار أعراض المرض النفسي بين الأفراد المتضررين من زلزال وتسونامي شرق اليابان العظيم عام 2011 بعد 5.5 سنة من الكارثة.
وتناولت الدراسة حالات لـ2781 من كبار السن الذين يعيشون في المجتمع الياباني، والذين تعافى ما يقرب من نصفهم بعدما عانوا أعراض الاضطراب اللاحق للصدمة والاكتئاب بعد الكارثة بمقدار 5.5 سنة. وأفادت نتائج الدراسة أن معدل الانتشار العام للاكتئاب ظل مستقرًا بين بيانات ما قبل الكارثة وما بعد الكارثة، بما يعني أنه على الرغم من استمرار أعراض المرض النفسي لأكثر من 5 سنوات بين نصف الناجين من الكوارث، إلا أن انتشار الاكتئاب على مستوى المجتمع لم يتغير، مما يشير إلى أن المجتمع نفسه كان مرنًا.
بعد 37 عامًا من زلزال تانغشانط
وفي الصين، كشفت نتائج دراسة حول العلاقة بين زلزال تانغشان العظيم، الذي يعد أحد أسوأ الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها الصين، وبين حالات الاكتئاب بعد 37 عامًا، أن تجربة الزلزال ارتبطت بالاكتئاب بين الناجين الثكالى والنساء والأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا في وقت وقوع الزلزال.
تم قياس مستويات الاكتئاب باستخدام مقياس مركز الدراسات الوبائية والاكتئاب. وتم استخدام تحليل الانحدار اللوجستي متعدد المتغيرات لتقييم العلاقة بين تجربة الزلزال والاكتئاب بعد ضبط الجنس والعمر في وقت الزلزال وحالة التدخين والتعليم والدخل والإقامة في تانغشان من عام إلى عامين بعد الزلزال وارتفاع ضغط الدم والسكري وعسر شحميات الدم.