خاص الهديل:
https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers
منذ بدايات هذا الشهر تسرب مصادر قريبة من سليمان فرنجية أنه بغضون شهرين سوف يتم انتخابه رئيساً للجمهورية.
ويتحدث القائلون بهذه المعلومة – وهم مقربون من “ابي طوني”- عن هذا السيناريو بكثير من الثقة، وكأنه أمر محتم حصوله؛ ولكنهم بالمقابل لا يقدمون دلائل توضح الأسباب التي ستؤدي بعد شهرين إلى انتخاب فرنجية رئيساً، ولا لماذا حددوا فترة الشهرين كموعد حتمي لحصول انتخابه.
هناك تفسير لا توجد قناعة كبيرة به، وهو يقول أن سليمان فرنجية يقود حملة حرب أعصاب ضد جبران باسيل؛ وأن الهدف الذي يقف وراء الترويج لانتخاب فرنجية بعد شهرين؛ هو التشويش على معنويات باسيل، وجره تحت ضغط حرب الأعصاب ضده، إلى تأييد ترشيح فرنجية على أساس أن انتخابه أصبح أمراً مفروغاً منه. وتقول هذه المعلومة أن الجهة التي تقف وراء إطلاق سيناريو انتخاب فرنجية بعد شهرين، هي حزب الله الخبير باستنزاف أعصاب خصمه، أو حتى صديقه حينما يتموضع في خندق مضاد له..
والواقع أنه عندما يجري أي مرقب عملية تحقق لمعرفة الحقائق الكامنة وراء إطلاق سيناريو انتخاب فرنجية خلال شهرين، وذلك في دوائر حزب الله وكواليسه، يتبين له التالي:
أولاً- حزب الله لا يزال عند موقفه بخصوص أنه يؤيد ترشيح فرنجية، ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة الإعلان عن ان فرنجية هو مرشحه. ولكن داخل حزب الله هناك من يفضل طرح مقولة موقف الحزب من ترشيح فرنجية على النحو التالي: حارة حريك لا تزال تنتظر نضوج ترشح فرنجية مسيحياً. بمعنى آخر، أن حزب الله يواكب ترشح فرنجية مرحلة إثر مرحلة، ولكنه حينما سيصل مع فرنجية إلى نقطة انه لا فائدة عملية من ترشحه وأنه لا حظوظ ممكنة لوصوله إلى بعبدا، فحينها سيبحث الحزب عن مرشح آخر.
ثانياً- داخل حزب الله لا توجد المعلومة التي تتوقع بثقة أنه سيتم انتخاب فرنجية خلال شهرين؛ ولكن هناك معلومة تقول أنه يتم بذل جهد مشترك ومحاولة جدية من قبل الثنائي الشيعي لتأمين ٦٥ صوتاً لفرنجية، وحينما ينجح هذا الجهد، ستنطلق عندها معركة ترشيح فرنجية جدياً.
..وعلى ما يبدو فإن أصل “خبرية” جماعة فرنجية، عن أن انتخاب “ابو طوني” سيحصل بعد شهرين يعود إلى رهانهم على أن الجهد الثنائي الشيعي سينجح بغضون شهرين في تجميع ٦٥ نائبا يقبلون بالسير في انتخاب فرنجية..
..غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو هل يستطيع كل من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله تأمين ٦٥ نائباً لفرنجية؟
في اوساط الثنائي الشيعي يوحون بأن هناك إمكانية لتحقيق ذلك، حتى من دون موافقة جبران باسيل، أو حتى ربما من دون موافقة وليد جنبلاط، مع أن أجواء عين التينة تقول أمرين اثنين: الأول أنه في حال سار جنبلاط مع فرنجية فإن إمكانية تأمين ال ٦٥ نائباً تصبح أسهل كثيراً؛ والثاني أن “ابو تيمور” سيسير بالنهاية مع “أبو مصطفى”، لأن المختارة “شاطرة” وتعلم بعد العبر المستخلصة من تجربة عهد الرئيس ميشال عون، أنه إذا كان نصر الله هو من يصنع العهود الرئاسية، فإن بري هو من يجعل هذه العهود تنجح أو تفشل.. وبالتالي فإن جنبلاط يريد السير مع رجل العهود القوي، أي مع بري حتى يضمن حصة سياسية له وبالاساس لوريثه تيمور الذي لا يزال “طري العود السياسي” في العهد الرئاسي الجديد.