اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أنّنا “قـــادِمـــونَ نَــحْـــوَ صَـــوْمٍ نَــنْــقَــطِـــعُ فــيـــهِ عَـــنِ الــطَّــعـــامِ، لَــيْـــسَ مِـــنْ أَجْـــلِ تَــخْــفــيـــفِ الـــوَزْنِ والاهْــتِــمـــامِ بِــصِــحَّـــةِ الــجَــسَـــد، بَــلْ مِـــنْ أَجْـــلِ تَـــوْفــيـــرِ الأَمْـــوالِ الَّــتـــي نَــصـــرِفُــهـــا عــلـــى مَــلَـــذَّاتِ الــبَــطْـــنِ بُــغْـــيَـــةَ اسْــتِــخْـــدامِــهـــا فـــي إِشْــبـــاعِ أَخــيــنـــا الــجـــائِـــعِ، وإِرواءِ عَــطَــشِـــهِ، وتَـــدْفِــئَـــةِ جَــسَـــدِهِ الــعُـــرْيـــان، وتَـــأمــيـــنِ حـــاجـــاتِ الــمَـــريـــضِ والـــوَحــيـــدِ والــمَــنْــبـــوذِ والــمُــشَـــرَّد. هُــنـــا تَــكْــمُـــنُ دَيــنـــونَــتُــنـــا، لا فـــي تَــعْـــدادِ الــسَّــجـــداتِ والــصَّــلَـــواتِ والــتَّــســـابــيـــح، على أهـمـيـتِـهـا”. وقال عودة، في القداس الإلهي لـ”أحد المرفع”، إِنَّ “دَيــنـــونَـــةَ الــبَــشَـــرِ الــذيـن لا يـعـرفـون الـمـحـبـةَ كَــبـيــرَةٌ، فَــكَـيْـــفَ إِذا كــانـــوا مِـــنَ الــمَــســؤولِــيـــنَ عَـــنْ شَــعْـــبٍ بِـــأَكْــمَــلِـــه؟ ســنــواتٌ مَــرَّتْ والأَوْضـــاعُ السـيـاسـيّـةُ والإقـتـصـاديّـةُ تَــنـهـارُ، وعُــمْــلَــتُــنــا الـــوَطَــنِــيَّــةُ تَــتَـــدَهْـــوَرُ إلـــى حَــضــيـــضٍ غَــيْـــرِ مَــســبـــوق، ولــم نَـشـهــدْ جَـهــداً مِـنْ أجـلِ إنــقــاذِ الــشَّــعْـــبِ مِـــنْ هَـــذا الــمَــصــيـــر”، متسائلاً: “هـــل انــتــفــى الــشــعــورُ الــوطــنــيُّ، أم أنَّ غِــيــابَ الـشــعــورِ الإنــســانــيّ يُــفــقِــدُ الإنــســانَ إنــســانــيّــتَــه فــيــتــحــوّلُ إلــى وحــشٍ بــشـريٍ لا يـفــكِّــرُ إلاّ بــأنــاه ولــو عــلــى حــســابِ الآخَـرِ الـمــريــضِ والــجــائــعِ والـمــوجــوع؟ ألا يَــخــجــلُ كــلُّ مَــنْ يُــســمّــي نــفــسَــه مــســؤولاً أو زعــيــمــاً مِــنْ تَــحــويــلِ الــشــعــبِ الــلــبــنــانــيّ الــحــيّ والــمُــبــدِع إلــى شــعــبٍ خــائــفٍ وجــائــعٍ ومُــتَــســوِّلٍ وطــالــبٍ لــلــهــجــرة؟ ألا تــخــجــلــون مِــنْ عِــنــادِكــم ومِــنْ تــشـبُّــثِــكــم بــمــواقــفِــكــم وتــقــديــمِ مَــصــالــحِــكــم ومَـصـالحِ مَـنْ تَــرْتَــبِــطــون بــهــم عــلــى مــصــلـحــةِ بـلــدِكــم وشــعــبِــكــم؟ كــيــف تــعــيــشــون مــع ثِــقْــلِ الآثــامِ الــتــي تــرتــكــبــونَــهــا بــحــقِّ وطــنِـكــم؟ ألا يُــحَــرِّكَ الــوضــعُ الــذي أوصَــلْــتُــم الــبــلــدَ إلــيــه ضــمــائــرَكــم؟ وهــل الــقــائــدُ قــائــدٌ لــجــمـاعــتِــه أم عــلــى مــســتــوى الــوطــن؟ وهــل الــمــســؤولُ مــســؤولٌ عـــن طــائــفــتِــه أم عــن الــوطــن؟”. وتابع أسئلته بالقول: “مــتــى نَــسْــتَــرِدُّ دولــتَــنــا مِــنْ بــراثــنِ الأنانـيـيــن وأصـحـابِ الـمـصـالـحِ وأربابِ الإسـتـبـدادِ؟ ألــم يَــحِـنْ وقـتُ لَـجْـمِ الـشــهــواتِ الــمُــتَــسَــلِّــطَــةِ عـلـى الـنُـفـوسِ، ولَــجْــمِ الـدولار الـجـامـحِ، ولَـجْـمِ الـخـلافـاتِ الـتـافـهـةِ أمامَ انـهـيـارِ دولـةٍ ومـجـتـمـع؟ هـل يَـبـنـي الــعِــنــادُ وطــنـاً؟ وهـل الــرئــيــسُ الــواجــبُ انــتــخــابُــه رئــيــسٌ لــفــئــةٍ أم أنَّــه رئــيــسٌ لـلـجــمــهــوريــة، يَــخُــصُّ جــمــيــعَ الــلــبــنــانــيــيــن، ومِــنْ واجــبِ جــمــيــعِ الــنــوابِ الــتَــحَــرُّكُ ســريــعــاً مِــنْ أجــلِ تَــســهــيــلِ انــتــخــابِــه وبَــدْءِ مــســيــرةِ الإصــلاحِ والإنــقــاذ؟”. كما أكد عودة أنّ “دَيــنـونَةُ الــمَــســؤولــيــنَ عَــظــيــمَـةٌ لأَنَّ الــشَّــعْــبَ جــاعَ فَــلَــمْ يُــطْــعِــمــوه، ولَــمْ يَــكْــســوا عُـرْيَـه ولَــمْ يُــؤَمِّــنــوا لـه الـدَواءَ، ومـا زالــوا يُــمْــعِــنــونَ فــي الــتَّــنــكــيــلِ بِــه. الــوَيْــلُ لِــكُــلِّ مَــنْ فَــعَــلَ هَــذا بِــإِخْــوَةِ يَــســوعَ الــصِّــغـــار. إِلَّا أَنَّ زَمـانَ الــتَّـــوْبَــةِ لَــمْ يُــوَلِّ بَــعــد. أَنْــتُــم أَمــامَ فُــرْصَــةٍ لِـلـتَّـكــفــيــرِ عَــنْ خَـطــايــاكُــم تُــجــاهَ شَــعْــبِــكُــم، فَــانْــكَــبُّــوا عــلــى الــعَــمَــلِ، وَانْـتَـخِــبــوا رَئـيـسًــا يَــقــودُ الـسَّـفـيــنَــةَ إلــى مِــيـنـــاءِ الـنَّــجـــاة، وسَـهِّـلـوا تـأَلِـيــفَ حُــكـــومَــةٍ أَصِــيــلَـــةٍ تَـسْــتَــطــيـــعُ إِدارَةَ مُــؤَسَّــســـاتِ الــدَّوْلَــةِ وإِخْــراجَــهـــا مِــنْ أَزَمــاتِــهـــا”. وختم: “نحـن مدْعــوونَ الــيَــوْمَ إِلـى تَــقْــديــمِ الــمَــحَــبَّــةِ الــمَــجَّـــانِــيَّـــةِ لِــلْــجَــمــيــعِ دونَ اسْــتِــثْـنـاء، لأَنَّ الــرَّبَّ خَـلَـقَـنا جَــمــيـعـاً عـلى صـورَتِهِ ومِــثـالِـهِ، وشــمــسُـه تُــشــرقُ عــلى الأشـرارِ والــصــالِــحــيــن، فَـــأَحِــبُّـــوا لِــكَـــي تَـــرِثـــوا مَــلَــكـــوتَ الله، آمــيـــن