كتب عوني الكعكي:
كل أنظار العالم اليوم متجهة الى الاتفاق الذي رسمته الصين بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في إيران.
لا شك في ان هذا الاتفاق تاريخي وفي غاية الأهمية. ولكن علينا أن نعطيه بعض الوقت لنرى كيف سَيُنفّذ، ولذلك علينا إعادة قراءة البنود التي نصّ عليها الاتفاق.
الذي وقّع على الاتفاق من الجانب السعودي هو الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي السعودي الاستاذ مساعد بن محمد العيبان الذي قاد المفاوضات منذ 3 سنوات.
وينص الاتفاق على البنود التالية:
1- توقيع اتفاقيات التعاون الأمني للمطلوبين.
2- عدم المساس بالشؤون الداخلية للبلدين.
3- وقف دعم الميليشيات في المنطقة فوراً.
4- احترام سيادة دول المنطقة وعدم زعزعة هذه السيادة.
5- الإلتزام بالمواثيق والعهود وعدم نقضها وأبرزها مواثيق منظمة التعاون الاسلامي والمواثيق والأعراف الدولية.
6- مراجعة سلوك إيران في المنطقة خلال شهرين لعودة تطبيع العلاقات الديبلوماسية.
7- الوصول الى تسوية في العراق وسوريا واليمن ولبنان ونزع السلاح من الميليشيات.
8- خروج الميليشيات الاجنبية من الدول العربية.
إنّ السعودية فاوضت عن الجميع وليس لنفسها فقط… والآن: ما هي الملاحظات التي يجب التوقف عندها؟
أولاً: أوّل مرّة في تاريخ المنطقة يوقع على اتفاق بدون أميركا، والأهم ان راعية هذا الاتفاق هي الصين. ذلك يعني انه عندما خرجت أميركا من العراق ومن أفغانستان تخلت عن دورها في المنطقة.. ومن الطبيعي انه عندما يكون هناك فراغ فلا بد من أن يملأه أحد.
ثانياً: جاء في الاتفاق حل مشاكل العراق وسوريا واليمن ولبنان. ولكن علينا أن نعرف، أنه بالنسبة للمملكة السعودية فإنّ الأولوية هي اليمن والباقي يأتي في ما بعد.
ثالثاً: ينص الاتفاق في البند الثالث على وقف دعم الميليشيات في المنطقة، وهذا يعني أولاً الحوثيين في اليمن. ثانياً «الحشد الشعبي» في العراق. ثالثاً في سوريا الميليشيات الشيعية التي أنشأتها. رابعاً لبنان يعني «حزب الله». وهنا نقول: علينا أن ننتظر لنرى جدّية هذا الاتفاق.
رابعاً: ينص الاتفاق على احترام سيادة دول المنطقة فوراً. وهذا بند مهم جداً لنرى كيف سيتم تطبيقه.
خامساً: الاتفاق على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقّعة في 1432/1/22هـ. الموافق فيه 2001/4/17… والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة الموقعة في 1998/5/25.
سادساً: مراجعة سلوك إيران في المنطقة خلال شهرين.
سابعاً: الوصول الى تسوية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ونزع السلاح من الميليشيات.
ثامناً: خروج الميليشيات الاجنبية من الدول العربية.
باختصار، هناك سؤال كبير هو هل يعود «فيلق القدس» الى إيران؟ وهل تعود القوات غير السورية الى بلادها..؟ وهنا نعني الحشد الشعبي والميليشيات العراقية الشيعية وحزب الله اللبناني، وتتوقف إيران عن مشروع التشييع الذي بني النظام الايراني الجديد على أساسه، أي النظام الحاكم اليوم وهو «نظام الملالي» الذي كان شعاره تحرير القدس، ومن أجل ذلك أنشأ «فيلق القدس» وعيّـن رئيساً له اللواء قاسم سليماني من الحرس الثوري. وهنا نقول هل تعود قوات الجيش الايراني والحرس الثوري من سوريا والعراق وباقي الدول التي ذكرنا؟
في العودة الى لبنان، كان لافتاً كلام السيّد نصرالله قبل الاتفاق انه يشكك في الوصول الى اتفاق، فماذا سيقول اليوم؟
أما بالنسبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية فإنّ علينا انتظار شهرين على الأقل لنرى مدى جدّية هذا الاتفاق.
وأخيراً، ما هي الدوافع التي دفعت إيران الى هذا الاتفاق؟ وهل صحيح ان الأوضاع الأمنية الداخلية في إيران والأوضاع الاقتصادية هي التي دفعتها الى هذا الاتفاق؟
يبقى السؤال الأكبر: أين أميركا وإسرائيل من هذا الاتفاق..؟ وكيف ستتعاملان معه..؟
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*