خاص الهديل:
https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers
أمس تم فتح جبهة إقليمية دولية جديدة بين إيران وروسيا من جهة، وأميركا من جهة ثانية في منطقة دير الزور في سورية.. واستمرت جولة تبادل إطلاق النار الصاروخي بين قوات يطلق عليها تسمية “قوات رديفة للجيش السوري” وبين القوات الأميركية في شرق الفرات لعدة ساعات، وعلى مدار جولتين متتاليتين.
وسارع الرئيس الأميركي بايدن للتعليق على الاشتباك غير المسبوق، بالقول أن إدارته لا تسعى لحرب مع إيران؛ وان القوات الأميركية موجودة في سورية للقضاء على الإرهابيين التكفيريين. وأضاف: لكن اميركا ستدافع عن قواتها في سورية..
ونفس هذا المعنى الخاص بالتأكيد على عدم رغبة واشنطن بالحرب مع إيران، تكرر في تصريح للبنتاغون عقب مواجهات ليلة أمس في منطقة دير الزور.
ويقول الأميركيون أن قاعدة عسكرية تابعة لهم في حقل العمر شرق دير الزور تعرضت لثمانية صواريخ، وقال البنتاغون أن هناك تأكيداً على أن طائرة مسيرة إيرانية شاركت بالهجوم..
وكان لافتاً أن إيران ردت على الكلام الأميركي ببيان صدر عن هيئة في سورية تسمى المركز الاستشاري الإيراني، جاء فيه أن التواجد الإيراني في سورية هو بطلب من الدولة السورية، وهو لمساعدة دمشق ضد الإرهاب؛ وهدد بالرد على أي استهداف لإيران في سورية.
واضح من البيانات الأميركية التي أعقبت على أحداث ليلة أمس في منطقة دير الزور أن إدارة بايدن تفاجأت بوجود قرار بإستحداث ساحة مواجهة عسكرية مع اميركا في سورية، وذلك بغض النظر عن منسوب العنف الذي تقرر استخدامه ضد الأميركيين في هذه الساحة: بمعنى هل هو عنف يستقر عند حد توجيه الرسائل لبايدن بالنار، أم هو عنف سيصل لمستوى تحويل منطقة شرق الفرات التي تحتلها القوات الأميركية إلى ساحة استنزاف للجيش الأميركي عبر إعلان مقاومة سورية مدعومة من إيران وروسيا لتحرير هذه المنطقة من الاحتلال الأميركي.
ما جرى ليلة أمس قد يكون هو “بداية لتطور كبير” بدأ يحدث داخل المشهد الإقليمي والدولي في سورية.. والأسئلة التي أثارتها مواجهة أمس عديدة أبرزها: هل تتحول منطقة شرق الفرات في سورية إلى صندوق بريد ساخن تستخدمه موسكو لإيصال رسائل التحذير لبايدن المتمادي بتمويل وتسليح خطة هزيمة بوتين في اوكرانيا.
وفي واشنطن سوف يتوقفون على الأغلب عند هذا الاحتمال. خاصة وأن مواجهة أمس الصاروخية مع الأميركيين التي قيل أن الجيش السوري شارك فبها، جاءت بعد ايام قليلة من زيارة الرئيس الأسد لموسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين..
ومن الأسئلة التي تثيرها مواجهة أمس في سورية، هو عن المعنى المقصود من وراء فتح النار ضد الأميركيين في سورية في نفس التوقيت الذي بدأت فيه خطوات الانفتاح العربي على سورية: هل المقصود إظهار ان الحضور الأميركي في المنطقة بدأ يتراجع عسكرياً أيضاً، بعد ما ظهر أنه بدأ يتراجع دبلوماسياً بعد اتفاق الصين بين طهران والرياض؟!..
وثمة سؤال آخر يتصل بالمعنى الكامن وراء مسارعة بايدن لمحاولة قطع مسار المواجهة العسكرية ليلة أمس مع إيران تحديداً كما قال بيان إدارته، ومن ثم بيان البنتاغون (لا نريد حرباً مع إيران).. وواضح لحد بعيد أن تقصد بايدن توجيه الرسالة لإيران منذ اللحظات الأولى لبدء الاشتباك امس. وذلك رغم أن الساحة السورية توجد فبها أطراف لاعبة أخرى، إنما يعكس مدى رغبة بايدن بإغراء إيران بعدم التحالف مع روسبا في سوريا ضد أميركا، في أوكرانيا.
..وهذا يوضح مجدداً أن بايدن مصرّ على رؤية كل أحداث العالم، ومنها حدث المواجهة في سورية أمس، وقبلها حدث توقيع الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل؛ من ثقب حربه ضد بوتين في اوكرانيا.