كتب القاضي م جمال الحلو:
يُروى في خوابي الحكايا، أنّ فتاة صغيرة ممدّدة على فراش المرض تراقب شجرة بالقرب من نافذتها سألت شقيقتها الكبرى قائلة: برأيك يا أختاه كم ورقة باقية على الشجرة؟
أجابت الأخت (بعينين مغرورقتين بالدموع): ولماذا تسألين يا غاليتي؟
أجابت الطفلة المريضة: لأنّي أعلم أنّ أيّامي معدودة وستنتهي حياتي مع وقوع آخر ورقة من أوراق الشجرة.
وبابتسامة ملؤها العاطفة الصادقة ردّت الأخت الكبرى: إذًا، حتّى ذلك الحين سنستمتع بحياتنا ونعيش أيّامًا جميلة.
مرّت الأيّام وتساقطت الأوراق تباعًا، وبقيت ورقة واحدة.
ظلّت الطفلة المريضة تراقب تلك الورقة ظنًّا منها أنّه في اليوم الذي ستسقط فيه سينهي المرض حياتها.
انقضى الخريف، وبعده الشتاء، ومرّ العام ولم تسقط الورقة. والفتاة سعيدة مع أختها، وقد بدأت تستعيد عافيتها مجدّدًا، حتّى شفيت تمامًا واستردّت نشاطها، فكان أوّل ما فعلته أنّها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط، فوجدتها “ورقة بلاستيكيّة” ثبّتتها شقيقتها على الشجرة.
من لطائف العبر أنّ للأمل روحًا أخرى، فإن فقدتها فلا تحرم غيرك منها. فالأمل يصنع المعجزات، وبه يُنظر إلى المستقبل بمنظور أفضل وبشكل أجمل. “فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”.