إجتمعت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية مع وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي في مكتبه في الوزارة، في حضور رئيس الجامعة بسام بدران وأمينة سر مجلس المندوبين تريز سيف.
وبحسب بيان الهيئة، “استهل الحلبي الإجتماع بتحية تقدير لأساتذة الجامعة اللبنانية لما يتكبدون من مشقّة ويقدّمون من تضحيات في سبيل الحفاظ على الجامعة خلال هذه الأزمة الحادة التي يعيشها الوطن، وأكّد أنه يتابع أمور الجامعة وشؤونها مع رئيسها ولن يتوانى عن اتخاذ أي قرار يصب في صالح الجامعة وأهلها”.
وأشار الى أن “رئيس الهيئة انطوان شربل عرض بإسم الهيئة لما يعانيه الأساتذة بمختلف مسميّاتهم (ملاك، تفرغ، تعاقد بالساعة)، وكذلك الطلاب والموظفون والمدربّون من مشاكل ملحّة باتت تهدد إمكانية استمرار العام الجامعي وبالتالي يجب على المعنيين الإسراع في إيجاد الحلول المناسبة لها. وأضاف أن الوضع المعيشي للأساتذة صعب وخانق في ظل التدهور المتسارع للعملة الوطنية وما رافق ذلك من إنعدام للقدرة المالية والشرائية، بحيث أصبحت التقديمات الهزيلة أصلاً لا قيمة لها. يترافق ذلك مع فقدان الأساتذة للأمان الاجتماعي والتغطية الصحّية في ظل عدم قدرة صندوق تعاضد الأساتذة على تغطية نفقات المنتسبين اليه (أساتذة ومتقاعدين) من استشفاء وطبابة بالرغم من الجهود الحثيثة والمشكورة للمسؤولين عن هذا الصندوق. ومع ذلك ما زال الأستاذ حتى الساعة يقوم بكامل واجباته تجاه الطلاب والجامعة. هذا الأمر لا يمكن الاستمرار به ما لم تجد الحكومة الحلول المناسبة لهذه الأزمة.
وأكد أن الجامعة ما زالت تحصد المراتب والتصنيفات العليا محلياً وإقليمياً ودولياً، وتُخرِّج المتفوقين والمبدعين وكل ذلك بفضل تضحيات الأساتذة والقيّمين على الجامعة وجهودهم الجبارة. وشدّد على أهمية تحقيق مطلب دخول الأساتذة المتفرغين إلى الملاك والأساتذة المتعاقدين بالساعة إلى التفرغ بالسرعة القصوى، فهذا حقٌ لهم. وأيضاً، تم التأكيد على أن مطلب الحصول على مستحقات الجامعة من أموال PCR والتي تبلغ 52 مليون دولار لا تراجع عنه.
ولفت إلى أن تضحيات الأستاذ الجامعي، في ظل هذه الظروف، لا تُحدَّد أو تُختَصَر بمبلغ مالي زهيد يتم تقديمه تحت مسمّيات وعناوين عديدة لا تليق بكرامته ومكانته ولا تستوفي أدنى شروط التقدير لعطاءاته وخصوصيته، ولا تتناسب مع موقعه ودوره، سيّما أن الأستاذ قد خسر ما تبقى من فتات راتبه على دولار منصة “صيرفة”. لذلك يتوجّب على الحكومة التوجّه إلى إيجاد مقاربة جديدة للرواتب، سواءً بـ”دولرتها” أو بتثبيت سعر صرفها لتحافظ على شيء من قيمتها الشرائية، وكذلك إعتماد بدل نقل عادل”.
وأضاف البيان: “شدّدت الهيئة التنفيذية على ضرورة التحرّك سريعاً لمعالجة المشاكل المطروحة والمحافظة على مكانة الأستاذ الجامعي والدفاع عن حقوقه كاملةً. وأشارت الى أنها تضع نصب أعينها خيارات عدة لمواجهة المرحلة وحثّ المسؤولين على إيلاء الجامعة الوطنية إهتمامًا خاصاً من دون تلكّؤ أو مماطلة وبأسرع وقت لإنقاذها من محنتها، ولفتت الى انها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي في ظل هذا الوضع غير السويّ، وذكّرت أن جميع الإحتمالات والقرارات هي على طاولة البحث وذلك للتصدّي لهذا الواقع الأليم سيّما أن الوعود السابقة لم تقترن بأفعال تتناسب مع الجامعة ودورها وهي تعتبر أن قضية الجامعة يجب أن تكون أولوية حكومية”.
وتابع: “من جهته، أكد بدران التعاون الإيجابي والبنّاء مع الحلبي في كل ما يدعم ويساعد ويحمي الجامعة اللبنانية وأهلها، كذلك أيّد مطالب الهيئة التنفيذية وأكّد السعي الجدّي والعمل اليومي والدؤوب لتحقيقها بالتعاون مع جميع المعنيين، وإنه لم ولن يوفّر أي جهد يصب في حماية وتقدّم وازدهار الجامعة وأهلها.
وفي الختام، إعتبر الحلبي أن مطالب الهيئة التنفيذية محقّة، وأكّد أنه سيتابعها شخصيّاً مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء المختصّين والمراجع المعنيّة، وسيعرض ما تمّ مناقشته اليوم على طاولة مجلس الوزراء في أول جلسة يعقدها. وشكرت الهيئة الحلبي ورئيس الجامعة اللبنانية على التفاعل الإيجابي والتجاوب وتبنّي مطالب الأساتذة المحقّة، وأكّدت أنها ستبقى متأهبّة وحاضرة دائماً للدفاع عن الجامعة اللبنانية وأهلها”.