“أيا حمار حط هذه اللافتة” بتلك العبارة الصارخة افتتحت الممثلة السورية كاريس بشار، مقطعاً تمثيلياً من إحدى حلقات مسلسل “النار بالنار” الذي ألفه الكاتب السوري رامي كوسا.
إلا أن المشهد سرعان ما انتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل، خلال الساعات الماضية، بين اللبنانيين والسوريين على السواء، معيداً إحياء بعض كوامن العنصرية المتبادلة التي برزت أخيراً، خلال بعض الأحداث.
ولعل ما زاد طين الحماسة بلة، رد الممثل اللبناني جورج خباز، (الذي يلعب دور مدرس موسيقى انطوائي، يدعى عزيز) الذي تلقف بشار، قائلاً، “إنتو ما عندكم جنس الحياء.. إلكم عين تحكوا كمان”، في إشارة إلى النازحين السوريين في لبنان.
وتابع، “ماضيكم معنا بشع وحاضركم أبشع”، مذكراً ببعض فصول الحرب الأهلية حين دخلت القوات السورية إلى لبنان، وفي تجسيد أيضاً لمشاعر بعض اللبنانيين الذين يحملون ضغينة وعنصرية تجاه السوريين، لا سيما النازحين في الوقت الحالي، مع تأزم الوضع المعيشي في البلاد.
إلا أن كاريس التي تجسد دور “مريم” في المسلسل، ردت بشكل صاعق، متحدية عزيز الذي كان شاهدا على تغير “حيه الفقير” ديموغرافياً مع وصول النازحين، طالبة منه أن يذهب إلى الشام ويأخذ ثأره ممن يريد.
وسخرت من “هذا اللبناني الفينيقي الذي علق يافطة تدعو إلى طرد النازحين السوريين”، لكنه كتبها بخطأ قواعد فادح، في تذكير أيضا بالظاهرة التي انتشرت مؤخراً في بعض المناطق اللبنانية، حين منعت بعض البلديات السوريين من التجول بعد ساعة محددة ليلاً.
وسحر هذا المشهد قلوب العديد من متذوقي الفن، ومحبي الممثلين، الذين عبروا عن إعجابهم بأدائهما الرائع. فيما أشعل نار الغضب من جهة أخرى لدى آخرين، ممن رأوا فيه اتهاماً للبنانيين بالعنصرية، فدافعوا عن “وطنيتهم” مهاجمين النازحين في الوقت عينه.
في المقابل، رد السوريون الصاع صاعين، وسخر بعضهم من تصرفات عدد من اللبنانيين و”شوفانيتهم”.
وبين هذا وذاك، تبلورت مجدداً وظهرت إلى السطح بوادر الشقاق الذي زرعته السنوات الأخيرة بين الجانبين، جراء الأزمة الخانقة التي تعصف بالشعبين السوري واللبناني على السواء.
ويروي المسلسل قصة عمران (عابد فهد) السوري اللبناني الذي يسيطر على الحي بأكمله، باسطاً سلطته وظلمه، وجامعاً المال والإتاوات من الفقراء وغصباً عن الأهالي.
فيما تضطر مريم المدرسة السورية التي نزحت إلى لبنان لتعمل بائعة خبز، إلى التعامل مع عمران الذي لا يتوقف عن افتعال المشاكل في الحي. لكن الأمور تزداد تعقيداً مع وقوع عمران في حبّ مريم، بينما يبدأ قلبها يميل إلى عزيز، الذي لا يزال يعاني من رواسب الحرب اللبنانيّة