خاص الهديل:
https://www.mea.com.lb/english/plan-and-book/special-offers
سوف يتم أغلب الظن تأجيل عقد الانتخابات البلدية، وذلك ببساطة لأن معظم الأحزاب، إن لم يكن كلها، ليس لها مصلحة في عقدها في هذا الوقت.
وبالعادة فإن أحزاب الطوائف لا تستسيغ عقد الانتخابات البلدية والاختيارية، وتمقتها؛ ومرد ذلك يعود إلى أن لعبة الانتخابات (البلدية) غالباً ما تحرج أحزاب الطوائف، لأن ناخبي البلديات هم المواطنون المحليون الذين خلال الانتخابات البلدية يتغير سلوكهم السياسي، ويتحول من سلوك غرائزي يسهل اللعب عليه من قبل أحزابهم الطائفية خلال الانتخابات النيابية، ليصبح سلوكاً اجتماعياً خلال الانتخابات البلدية يتصادم مع أحزاب طوائفهم..
وخلال الدورات الانتخابية البلدية الأخيرة، اصطدم أكثر من حزب بعائلات قرى وبلدات طائفته، كون هذه العائلات باتت مقتنعة بعد التجربة بأن أحزاب طائفتها ليس لديها مشاريع تنمية في مناطقها، وعليه باتت مقتنعة بأن على هذه الأحزاب عدم التدخل بالانتخابات البلدية وعدم تسييسها؛ بل عليها ترك أمور البلديات في عهدة عائلاتها التي هي من ستهتم بأمور تنمية بلداتها وقراها.. وما قاله معظم عائلات بلدات لبنان لأحزاب طوائفها خلال الدورات البلدية الأخيرة هو التالي: نحن مع قراركم في الانتخابات النيابية، ولكن عليكم أن تكونوا انتم مع قرارنا بالانتخابات البلدية..
وبات معروفاً أن أسرع إجابة على السؤال المطروح حالياً بخصوص هل ستعقد الانتخابات البلدية في موعدها، هي الإجابة الجاهزة التي تقول لا يمكن عقدها لأنه لا توجد لدى الدولة أموال تخصصها لعقدها.
والواقع أن هذه الإجابة التي يختبأ خلفها معظم أحزاب الطوائف قد تواجه خلال الفترة المرئية المقبلة إحراجاً كبيراً؛ والسبب هو وجود معلومات تقول أن الإتحاد الأوروبي قرر تقديم تمويل لعملية عقد الانتخابات البلدية. وحصول هذا التطور سيؤدي إلى سحب البساط من تحت ذريعة الأحزاب التي تقول أنها مضطرة لتأجيل الانتخابات البلدية بسبب عدم توفر امكانات مالية عند الدولة لعقدها.
وبكل الأحوال فإن تذرع أحزاب السلطة بعدم وجود أموال لتمويل الانتخابات؛ إنما المقصود منه هو التغطية على أسباب أخرى تجعل كل القوى والاحزاب السياسية تفضل عدم إجراء الانتخابات النياببة ..
من هذه الأسباب هو أن الأحزاب ليست في هذه الفترة بوارد استنفار إمكاناتها المالية والإعلامية والسياسية لخوض معارك بلدية على مستوى كل لبنان؛ ومن وجهة نظر هذه الاحزاب فإنه من الأفضل لها أن تربح هذه الانتخابات البلدية من دون خوضها؛ أي عن طريق إبقاء البلديات على حالها والتمديد لها لفترة سنة أو سنتين، الخ..
والواقع ان اجتماع اللجان النيابية المشتركة الأخير كان مقرراً له بشكل مسبق ان يتخلله خلاف وعراك كلامي حاد وأن يسوده حال من الهرج والمرج حتى ينتهي الاجتماع بحدث شعبوي تتسلط عليه أضواء الإعلام، بحيث يغطي على الحدث الأهم الذي ينتظره المواطن، وهو عدم التوافق على الذهاب لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها.
ويشبه العراك الكلامي الذي حصل في اجتماع اللجان النيابية المشتركة، العراكات القروية التي ينظمها بالعادة مخاتير القرى عندما يرغبون بتخريب احتفال ما لا يخدم مصالحهم؛ حيث يرسلون رجالهم ليندسوا بين المحتفلين ومن ثم يفتعلون حينما يبلغ الاحتفال ذروته، شجاراً تتطاير خلاله الكراسي على رؤوس المحتفلين؛ مما يؤدي إلى تخريب الاحتفال وهرب العريس، فما لو كان هذا الاحتفال حفلة زواج؛ أو يؤدي إلى هرب المرشح فيما لو كان هذا الاحتفال ندوة انتخابية؛ أو يؤدي إلى فرط عقد اللجان المشتركة النيابية، فيما لو كان هذا الاحتفال هو اجتماع النواب لإصدار قرار هام يهم الناس وينتظرونه كعقد قرار الانتخابات البلدية!!.