كتب عوني الكعكي:
يبدو ان القاضية غادة عون لم تسمع أغنية فيروز، وإليكم هذا المقطع منها.. تقول الأغنية:
بحبك يا لبنان يا وطني بحبك
عندك بدّي أبقى ويغيبوا الغيّاب
اتعذب وأشقى يا محلا العذاب
وإذا بتتركني يا أغلى الأحباب
الدني بترجع كذبة وتاج الارض تراب
بفقرك بحبك وبعزّك بحبك
أنا قلبي عا ايدي لا ينساني قلبك
والسهرة عا بابك أغلى من الدني
وبحبك يا لبنان يا وطني.
سألوني شو صاير ببلد العيد
مزروعة عالداير نار وبواريد
قلتلن بلدنا عم يخلق جديد
لبنان الكرامي والشعب العنيد
أكتفي بهذا كي أذكّر القاضية غادة عون علّ الذكرى تنفع المؤمنين والمؤمنات..
إنّ ردّ فعل القاضية غادة عون عندما تبلغت قرار طردها من القضاء من القاضي جمال الحجار رئيس المحكمة الجزائية التمييزية ومعه العضوان ميرنا بيضا وأيمن عويدات الذين صوّتوا بالاجماع على القرار… والقاضي الحجار يتمتع بالصدقية والرجولة والاحترام والمناقبية وغزارة العلم، والقاضي الذي يعتبر من المرجعيات القضائية، نعم اتخذ قراراً لا يتجرّأ على اتخاذه إلاّ الرجال الرجال، نعم هذا هو القاضي الحجار ولا أحد يستطيع أن يقول كلمة واحدة.
فالقاضية عون حملت نفسها وذهبت الى غرفة الاجتماعات وغرف التحقيق الموضوعة بتصرف القضاة الاوروبيين.
وهذا القرار هو الأوّل من نوعه في تاريخ القضاء اللبناني… وهذا هو أقسى حد من العقوبات التأديبية، مستندين الى 11 شكوى ضُمّت جميعها بقرار واحد، وهذه عبارة عن شكاوى محالة من هيئة مجلس التفتيش القضائي.
لقد اقتحمت القاضية غادة عون غرفة التحقيق في قصر العدل في الطابق الخامس حيث تستجوب القاضية الفرنسية اوز بوروزي ومعها قضاة أوروبيون، حيث كانوا يستجوبون السيد رجا سلامة. واشتكت عون الى القاضية الفرنسية والقضاة الأوروبيين القرار الذي صدر بحقها من المجلس التأديبي بصرفها من الخدمة، طالبة دعمهم وإيصال صوتها الى المجتمع الدولي. أخذت القاضية الفرنسية القرار منها وطلبت ترجمته الى اللغة الفرنسية، وقالت: إنها ستدرس الموضوع… حتى تتأكد ما إذا كان القرار شأناً داخلياً فلا يحق «لنا» – حسب قول القاضية الفرنسية – التدخل.
بالفعل القاضية غادة عون، لم تحترم نفسها ولم تحترم القضاء اللبناني الذي هي جزء منه.. وهذا يحرمها من أن تكون قاضية، لأنّ الحد الأدنى أن يكون القاضي وطنياً. ألا تظن القاضية عون انها تطلب تدخل القضاء الأوروبي أو غيره… وأنّ هذا هو تدخل في القضاء اللبناني..؟ فأين السيادة وأين النزاهة وأين كرامة القضاء في لبنان؟ ونذكّرها ان قرار القاضي الحجار جاء بعد إحدى عشرة شكوى ضدّها، وللتذكير فإنّ المرحوم ميشال مكتف قضى (مات) حسرة واحتجاجاً على ظلمها له خصوصاً ان الطريقة التي دخلت فيها الى مؤسّسته برفقة حداد ونجار، لا يقوم بها سوى رجال العصابات والمافيات، ولا يمكن أن يقوم بها قاضٍ محترم عاقل.
ونذكّرها أيضاً بالاتصالات التي كانت تتلقاها كل خمس دقائق من فخامة الرئيس السابق، وهو يحثها على سجن المظلومين. كذلك تهجمها على رئيس مجلس إدارة بنك سوسيتيه جنرال وهي تكيل الاتهامات إليه بناء لطلب الصهر الفاشل وتنفيذاً لأوامره.
أما قمة تجاوزات غادة عون، فكانت طريقة تعاملها مع حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، الذي داهمت منزله مرتين، وداهمت البنك المركزي.. وهذه الأعمال لا يقوم بها -كما أشرنا- إلاّ رجال العصابات… ولا يقوم بها قاضٍ يحترم نفسه.
إنّ ذنب الحاكم رياض سلامة انه مرشح مميّز لرئاسة الجمهورية لأنه غير سياسي، وبما ان الوطن بحاجة الى منقذ اقتصادي، فهذا يعني ان رياض سلامة قد يكون من المرشحين القلائل الذين يمكن أن ينقذوا لبنان من المحنة الاقتصادية، على عكس ما كان يردّده الرئيس السابق الفاشل ميشال عون حين أجاب بأنّ اللبنانيين ذاهبون الى جهنم.
بالتأكيد لو أن حظ اللبنانيين كبير، لأتى رياض سلامة المحارب من معظم القيادات السياسية الفاشلة.
أخيراً… لنا عودة الى علاقة القاضية غادة عون بعمر حرفوش، وعلاقة حرفوش بالصهر الفاشل جبران باسيل وبالمافيات الروسية والفرنسية والأوروبية عموماً، مع تبييض أموال لرجال أعمال روس.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*