أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أنّ المناورة العسكرية التي أجراها حزب الله، اليوم، جنوب لبنان، وبثت مشاهد منها عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل، عكست القدرات المتراكمة للمقاومة في لبنان، وتشكيلاتها الخاصة والمتنوعة، مركزةً على استخدام الحزب للمسيرات المقاتلة، والانتحارية، وتوقيت المناورة ودلالاتها.
واعتبرت القناة 12 الإسرائيلية أنّ “المهم في مناورة حزب الله، هو مشاهدة الكثير من الآليات والقدرات من التشكيل الصاروخي وتشكيل ضد الدروع الخاص”.
وأشار القناة إلى أنّه “بمشاركة عشرات الآليات ومئات العناصر، نفذ حزب الله اليوم مناورة ضخمة في جنوب لبنان، تحت اسم رسمي هو مناورة المقاومة، تمحورت حول إيقاف غزو إسرائيلي، والتسلّل الى الأراضي (الفلسطينية المحتلة)”.
وأضافت أنّ “المنظمة دعت صحافيين من كل العالم لمشاهدة المناورة، والرسالة بالطبع موجهة الى إسرائيل”.
تركيز على سلاحي ضد الدروع والصواريخ
واعتبر مراسل الشؤون العسكرية في القناة “12”، نير دفوري، أنّ “المناورة هامة، ولكن المهم أيضاً، هو التوقيت والشكل، الذي قام به حزب الله بعلاقات عامة، صاخبة جداً وذات صدى حول هذه المناورة”.
وركّز دفوري على “قدرات تشكيل ضدّ الدروع الخاص بحزب الله، والذي يفترض أن يمنع غزواً برياً للجيش الإسرائيلي، وكذلك تشكيلات الراجمات المتعددة الفوهات المحمولة على سيارات متحركة، والتي تستطيع إطلاق الكثير من النيران في محاولة لتحدي منظومات القبة الحديدية”. “وهذا هام أيضاً”، يعقب المراسل.
كذلك، شدّد على أنّ “الجيش الإسرائيلي يبني سلسلة طويلة من الاستجابات لهذا الأمر، ولذلك رغم أنها مناورة علاقات عامة جميلة لحزب الله، فإنّ الجيش الإسرائيلي ينظر إليها، ولا اعتقد أنه من الصحيح الاستخفاف بها”.
كما تحدث موقع “إسرائيل هيوم”، تحت عنوان “بطائرات مسيرة ودراجات نارية: حزب الله نفذ مناورة على مهاجمة إسرائيل”، عن “المناورة العسكرية في جنوب لبنان التي تحاكي هجوماً على بلدات إسرائيلية وأخذ أسرى”.
ونقل الموقع عن تقرير بثته شبكة الميادين، أنّ “حزب الله نفذ مناورة هجومية محدودة في جنوب لبنان انتهت بـ “احتلال بلدة إسرائيلية واخذ أسرى، وأفيد أيضاً أن المناورة شملت استخدام طائرات بدون طيار، تحاكي هجوماً على بلدات إسرائيلية”.
القناة السابعة: الشرق الأوسط فهم أنّ “إسرائيل” ضعيفة
من جهته، علّق موقع القناة السابعة الإسرائيلية، على المناورة، مستضيفاً الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية، موردخاي كيدار، الذي اعتبر أنّ “استعراض حزب الله للقوة يأتي على خلفية الغرور الإسرائيلي بعد عملية “درع وسهم” الأخيرة في غزة، وهذا استعراض للقوة في مواجهة إسرائيل والأميركيين”.
وشرح كيدار أنّ “استعراض حزب الله للقوة يأتي مع تعاظم قوة إيران، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وعودة عالم الكتلتين الذي نراه أمام أعيننا، مشيراً إلى أنّ العدوان الأخير على غزة “بقي دون تدخل مباشر من حماس ولا من حزب الله، ولذلك قرر حزب الله أن يظهر للجميع أن لديهم قوة ضخمة”.
واعتبر كيدار، أنّ عودة سوريا إلى اجتماعات الجامعة العربية يدلّ على أنّ “المملكة العربية السعودية جددت علاقاتها بسوريا وإيران”، لافتاً إلى أنّ “الإمارات تبرّد العلاقات معها”، وأضاف: “في الواقع، فهم الشرق الأوسط أن إسرائيل ضعيفة بعض الشيء”.
وأوضح أنّ ذلك جاء “مع كلّ عرائض الطيارين، وتعبيرات رفض الخدمة، التي أظهرت أننا نوع من الخرقة، خلال الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية”.
وتابع: “الدول العربية أدركت أنه قد يكون من الأفضل الانضمام إلى دول مثل إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية، بحيث يكون لديها ائتلاف لا يخفض رأسه في مواجهة الولايات المتحدة والغرب، الغارق تماماً في مراوحته بخصوص الردّ ضد الروس في أوكرانيا، وضدّ الصينيين في تايوان، وأخيراً أيضاً ضدّ تمركز إيران كقوة إقليمية تهدد إسرائيل”.
وختم كيدار قائلاً إنّ “العالم اليوم عبارة عن كتلتين، ولكلّ كتلة أجندتها وتحالفاتها الخاصة، إذ لم يعد أحد يقيم اعتباراً للولايات المتحدة، وهناك لاعبون رئيسيون آخرون”.
وتأتي هذه القراءات الإسرائيلية، بعد مناورةً عسكرية رمزية، لمئات العناصر من حزب الله، تخللها محاكاة لهجوم بالمشاة والطائرات المسيّرة على أهداف داخل فلسطين المحتلة، ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى لعملية اقتحام مستوطنة ومهاجمة عربات عند الجانب الآخر، قبل سحب “جثة” إسرائيلية من إحداها ونقلها إلى لبنان.
وخلال المناورة التي سبق أن دعى حزب الله وسائل الإعلام إلى حضورها، وشهدت تغطية إعلامية واسعة من وسائل إعلام لبنانية وعربية وعالمية، نفّذ عدد من القناصة رمايات على أهداف رسمت عليها نجمة داوود، بينما قام مسلّحون على دراجات نارية بمناورات إطلاق رصاص حي نحو أهداف، وظهرت تشكيلات عسكرية مختلفة.
وعرض الحزب خلال المناورات، أنواعاً مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، من راجمات الصواريخ والعربات المزودة برشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطيران، إضافةً إلى صواريخ مضادة للدروع وأخرى تطلق من على الكتف، وأسلحة إلكترونية مضادة للمسيرات.
ورفع في المكان جدار اسمنتي عالٍ مماثل للجدار الذي رفعه الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود الفلسطينية مع لبنان، وكتبت عليه شعارات “قادمون” قرب صورة لمسجد قبة الصخرة، و”قسماً سنعبر” و”بأس شديد”.
وفي ختام المناورة، تم تفجير الجدار على أكثر من جهة، وخرج من ثغراته المقاومون، مشاةً وعلى الدراجات النارية وآليات مختلفة.