اشار العلامة السيد علي فضل الله الى “اننا نستعيد في الذكرى الثالثة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير مشهد الانتصار الذي تحقق للبنانيين في الخامس والعشرين من شهر أيار عام 2000، ذلك اليوم الذي خرج فيه العدو الصهيوني صاغراً ذليلاً خائفاً يجر معه أذيال الخيبة والخذلان، بعدما أذاقه المقاومون مرارة الهزيمة التي لم يكن قد ذاقها من قبل، وأظهر حقيقة جيشه الذي كان ينعت بأنه جيش لا يقهر، في مقابل مشاهد العز والفخار التي عاشها اللبنانيون جميعاً وأشعرهم بمدى قوتهم”.
وخلال خطبة الجمعة، لفت فضل الله الى “اننا نحيي هذه المناسبة العزيزة، فلنستعيد هذه البطولات والتضحيات الجسام التي قدمت ممن جاهدوا واستشهدوا وسجنوا وصبروا، لننعش ذاكرتنا بها حتى لا ننسى، ولنعبر عن اعتزازنا بكل هؤلاء الذين صنعوا لهذا الوطن مجده، هذا المجد الذي كتب ناصعاً على صفحات تاريخهم ورسخوا به من خلال مقاومتهم موقعاً أساسياً من مواقع القوة لديهم، والتي تنضم إلى قوة الجيش اللبناني والتي تمثل سنداً ودعامة له لا بديلاً عنه، والتي ندعو اللبنانيين إلى عدم التفريط بها والاستفادة منها وتعزيزها في مواجهة عدو لا يزال يحتل بعض أرضه، ويشكل دائماً تهديداً له ثأراً لهزيمته وطمعاً في أرضه ومياهه وثرواته”.
وتابع :”نحن في الوقت الذي نستعيد فيه مشاهد القوة والعزة للبنانيين، نرى مشهداً في الداخل اللبناني من مشاهد الإذلال لهم والذي يخشى من تداعياته، إن هو استمر على حاله ولم يتم معالجته، على قوة هذا البلد وقد تطيح بكل ما تحقق من إنجازات، حيث يستمر الترهل والانقسام على الصعيد السياسي والذي بات يعيق أية معالجات ينتظرها اللبنانيون على الصعيد المعيشي والحياتي ترفع عنهم ما يعانون منه بعدما وصل البلد إلى ما وصل إليه، والذي يخشى أن يتفاقم.”.
واعتبر فضل الله انه “المؤسف أن نرى القوى السياسية لا تزال على مواقفها تتبادل الاتهامات بالتعطيل على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، كلٌّ يضع اللوم في ذلك على الآخر، ولا يريد أيّ منها أن يتقدم خطوة باتجاه الآخرين لضمان هذا الاستحقاق للوصول على صيغة توافق تضمن الوصول إليه، ما يجعل البلد رهينة انتظار ما يجري في الخارج الذي يبدو أنه قرر أن يضع الكرة في ملعب اللبنانيين ودعاهم أن يتدبروا أمرهم، وهذا ما يدعونا إلى التأكيد على القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في الإسراع بإنجاز الاستحقاق والذي هو دعامة الوصول للاستحقاقات الأخرى، للحؤول دون حصول تداعيات خطيرة على الصعيد المالي أو الاستقرار الأمني لا سيما في ظل تهديدات العدو المتواصلة”.