كتب عوني الكعكي:
دولة الكويت والشعب الكويتي عزيزان على قلوب كلّ اللبنانيين، خصوصاً أنّ الكويت لم تتأخر يوماً في إنقاذ لبنان على جميع الأصعدة.
الأيادي البيض الكويتية مطبوعة في كل لبنان، بدءاً من اهراءات المرفأ الى المساهمات المالية، ومنها شركة «انترا» التي تملك قسماً من شركة طيران الشرق الأوسط MEA، الى كازينو لبنان…
نقول هذا الكلام وقلوبنا على ما يجري في الكويت منذ عام 2006 يوم اتخذ الأمير المغفور له الشيخ صباح الاحمد أمير دولة الكويت قراراً بفصل رئاسة الحكومة عن ولاية العهد… وهذا ما أضعف موقف رئيس الحكومة أمام مجلس الأمة. إذ كان يتوجب على أي نائب يرغب في تقديم استجواب الى رئيس الحكومة أن يعمل حساباً، لأنّ رئيس الحكومة هو ولي العهد، ما يعني انه سيصبح أميراً للبلاد… لذلك كانت حسابات أعضاء مجلس الأمة مختلفة.
وللتذكير فقط فإنّ الشيخ سعد العبدالله الصباح كان ولياً للعهد وفي الوقت نفسه رئيساً للحكومة.
نقول هذا الكلام لأنّ الكويت أيام الشيخ سعد كانت حكوماتها تحكم سنة وسنتين وأكثر، بينما اليوم وفي عملية إحصاء دقيقة يتبيّـن انه منذ عام 2006 وحتى يومنا هذا 2023 (أي خلال 17 سنة) تغيّرت في الكويت 24 وزارة، أي ان أي حكومة لم تستطع أن تكمل سنة واحدة… فماذا يعني هذا؟
بكل بساطة يعني ان الدولة في هكذا أحوال تعتبر دولة متعثرة.. أي ستتعذر عليها الانتاجية، لذا فإنّ البند الأول الذي يساعد أي حكومة على الانتاج أن يكون هناك استقرار. وبين عملية تشكيل الحكومة وبين ممارسة من يتسلم الوزارات هناك فترة زمنية كي يدرس كل وزير وزارته وأن يُلِمّ بالقضايا المطروحة، وهذا يحتاج فترة زمنية… إذ من المستحيل أن يستطيع أي وزير بين تسلمه وزارته وبين استقالة الوزارة وهي حوالى 5 أشهر أو 6 أو 7 أن ينتج في وزارته.
بكل صراحة، الوقت والاستقرار عاملان أساسيّان في الانتاج. لذا يبدو، رحمة الله عليه الامير الشيخ صباح الاحمد، تبيّـن له في ما بعد تعثر الدولة لأنّ التغيير يحدث خلال أشهر قليلة، ما يشعر الوزير انه بحاجة الى وقت أطول لأنّ العمل ينصبّ على إجراء انتخابات نيابية جديدة خلال وقت قصير.
هذه المعضلة جعلت الامير الشيخ صباح يعيد النظر في هذا القرار، ولكن يبدو ان وضعه الصحي لم يكن يساعد على إنجاز ما كان يهدف إليه.
خبير بشؤون الكويت قال لي: «إنّ عملية تغيير الحكومات والدعوة الى إجراء انتخابات تنعكس بشكل سلبي على الانتاج…»، وأضاف: «إنّ «الرقم واحد» في الانتاج هو الاستقرار… اما أن يكون هناك تغيير حكومة كل 6 أشهر وإجراء انتخابات لا يساعد مطلقاً في عملية الانتاج المتوخّاة».
صحيح ان الكويت بلد غني، وصحيح أيضاً ان حكام الكويت عقلاء… ولكن هذا لا يكفي، خاصة وأنّ الكويتيين يُعتبرون من التجار الناجحين في العالم، فهناك عدد كبير من رجال الأعمال الكويتيين ينتشرون في جميع بلاد العالم وليس في الكويت فقط… وهناك عدد كبير منهم من أبرز رجال الأعمال في العالم.. والأهم انهم يفضلون أن يكونوا غير مشهورين، ويبتعدون عن الأضواء، وهذا معروف عنهم.
أخيراً، أتمنى أن تتم عملية الانتخابات بشكل سلمي وحضاري، لأنّ مصلحة الشعب الكويتي فوق كل اعتبار.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*