كتب عوني الكعكي:
الزيارة التي قام بها وفد نقابة الصحافة اللبنانية الى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كانت عبارة عن جلسة مصارحة، أبدى فيها غبطته رأيه بكل الأمور كما هي. فبعد الترحيب الذي خصّنا به غبطته، والذي يدل على تقدير واحترام من غبطته للنقيب ولجميع الأعضاء المحترمين كان هذا الحوار، وهنا أهم ما جاء فيه:
السؤال الأول: بعد عودتكم من زيارة سريعة الى روما وفرنسا، ماذا قالوا لكم؟
– بصراحة، الجميع مستاءون من عدم وجود رئيس للجمهورية، والجميع يصرّون على القول إنه يجب علينا أن نذهب لانتخاب رئيس، فليس عندنا أي سبب كي نترك البلد والشعب في حال صعبة، إذ لا توجد عندنا دولة، فكأنّ هذا الوطن بات يشبه السفينة ولكن من دون قبطان.
السؤال الثاني: ماذا حملتم من أفكار الى حاضرة الڤاتيكان وباريس؟
– بعد اتفاق القوات والتيار والكتائب والأحرار والقوى المسيحية في البرلمان وجميع النواب الذين يجمعون على اسم واحد… كان علينا أن نشجع ذلك لنصل الى جلسة الانتخاب… وسأقوم باتصالات قريبة لنبني على ما تمّ من ايجابيات ونسير قدماً، فنتجاوز حال الفراغ القاتلة التي أوصلت البلاد الى الهاوية.
السؤال الثالث: وماذا عن صلاحيات رئيس الجمهورية.. هل ورد هذا الأمر في اتصالاتكم؟
– بالنسبة لصلاحيات رئيس الجمهورية أقول إنّه وبمجرد شغور مركز الرئاسة الأولى في بعبدا تعطلت الدولة بكافة مؤسّساتها، وكنت أنبّه الى هذا الأمر في كل عظة، وأقول إنّ لبنان لم يعد يتحمل، وعلى جميع النواب القيام بواجباتهم.. فالشعب في حال مزرية ولم يعد يتحمل… وأولادنا إما في المهجر وإما في الفوضى.
السؤال الرابع: وإذا لم تنجح مساعيكم؟
– إذا لم يتفقوا فيمكن أن أدعو الى مؤتمر دولي لبحث كل الأمور العالقة وهي:
1- “الطائف” وتنفيذه بالكامل.
2- القرارات الدولية 1559 و 1701.
3- قضيّة الفلسطينيين.. إذ كفى اللبنانيين تحمّل هذا الملف.
4- قضيّة السوريين.. فليعودوا الى سوريا ولتدفع الدول لهم في بلدهم.. ونطالب بأن يكون لبنان حيادياً، فتركيبته قائمة على ذلك منذ الاستقلال، هكذا ولد لبنان، أي منذ عام 1943.
السؤال الخامس: وماذا تقولون للبنانيين اليوم؟
– أقول كما يقول كل العقلاء: لبنان بلد مريض، وهو بحاجة ماسّة للنهوض من مرحلة الانهيار التي يعيش فيها.
علينا أن نركّز جهودنا على الايجابيات التي قد نجمعها من جميع الأطراف فنبني عليها… فالبطريركية طالما دعت الى التفاهم والمحبة للوصول الى الحلّ المنشود.
اللبنانيون يعانون اليوم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويجابهون الفقر والعوز… لذا فإنّ البطريركية تدعو الى المحبة والتفاهم شرط أن يكون هذا التفاهم أو هذا الحال قائماً على تأمين مصلحة لبنان أولاً وأخيراً..
وأنهى غبطة البطريرك لقاءه بنا كما بدأه بسيل من الدعوات، كي يلهم الله المسؤولين التعقّل وتغليب المصلحة الوطنية على غيرها.
باختصار، كان لقاؤنا مع غبطته صريحاً وواضحاً، وكان صاحب الغبطة واضحاً في آرائه، وبدا ثابتاً حازماً في ما يؤمن به.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*