كتب عوني الكعكي:
منذ تعيينه سفيراً للبنان في فرنسا أيام الوزير السابق الصهر عام 2017 متجاوزاً جميع الأعراف والاصول والقانون والميثاقية ورامي عدوان يسيء الى سمعة لبنان، إذ ان باسيل عيّنه فقط لأنه من جماعته وينطبق عليه القول: على «شكله شك شكلو». ولم يكن عدوان ليتعيّـن لو كانت هناك دولة في لبنان.
وقبل هذا وذاك، فإنّ تعيين باسيل وزيراً للخارجية عام 2014 في عهد حكومة تمام سلام لم يكن تعييناً صائباً، فباسيل، صهر الجنرال عون ليس مؤهلاً، وليس لديه تاريخ ثقافي أو علمي أو حتى تاريخي ليتبوّّأ مثل هذا المنصب، فتاريخه معروف بالتخريب والقفز فوق القانون وهو الخارج دائماً عن الأصول.
على أي حال، فالصهر لا يمكن أن يكون أفضل من عمّه… فتاريخ الجنرال عون الهارب من «السوخوي» بالبيجاما من قصر بعبدا معروف وثابت… وللتذكير، لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين والمؤمنات، فإنّ الجنرال الهارب حوّل 25 مليون دولار من بنك التجارة -فرع الحازمية الى زوجته في فرنسا… فبالله عليكم كيف يستطيع ضابط في الجيش اللبناني لا يتعدّى راتبه الآلاف، أن يحوّل من حسابه خلال سنتين، 25 مليون دولار… والفضيحة الأكبر ان الذي فضح الجنرال المجلة الفرنسية LACANN OSHMI المشهورة بنشر الفضائح الموثقة… والغريب العجيب ان الجنرال السابق والرئيس السابق لم يتحدث عن الموضوع، أو أن يدافع عن نفسه أو أن يقيم دعوى قضائية ليكذّب ما نُشر، ولكن بما انه مرتكب بالفعل، فإنّ السكوت هو الأفضل.
بالعودة الى فضائح السفير اللبناني في باريس المدعو رامي عدوان، لا بد وأن نسرد كيف عُيّـن سفيراً ومتى، حتى وصل الى الفضيحة المثارة.
فقد نقلت مجلة «لوفيغارو» الفرنسية من مصادر موثوقة أنّ السفير اللبناني في فرنسا يخضع للتحقيق في قضية اغتصاب وعنف متعمّد، بعد شكاوى من موظفتين لبنانيتين سابقتين كانتا تعملان في السفارة في باريس، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر قريبة من التحقيق.
وأشارت المجلة الى أنّ الموظفة الأولى تبلغ من العمر 31 عاماً، وهي كانت قد تقدمت بشكوى في آب عام 2022 بتهمة اغتصاب ارتكبت بحقها في شهر أيار عام 2020، وذلك في الشقة الخاصة بالسفير الذي يتولى منصبه منذ 2017. وكانت الموظفة الشابة التي تعمل كمحررة قد أبلغت الشرطة عام 2020 بما أقدم عليه السفير بعدما أشارت الى رفضها للعلاقة الجنسية معه وصرخت وبكت.
أما المرأة الثانية البالغة من العمر 28 عاماً، والتي كانت هي الأخرى موظفة في السفارة اللبنانية في باريس، فقد أقامت علاقة حميمة مع السفير عدوان بعد وقت قصير من وصوله الى فرنسا عام 2018… وهي تقدمت أيضاً بشكوى في شهر شباط الماضي بسبب سلسلة من الاعتداءات الجسدية التي غالباً ما كان السفير يرتكبها بحقها بعد رفضها إقامة العلاقة الجنسية معه. كما أشارت الى ان عدوان حاول صدمها بسيارته خلال مشادّة على هامش «منتدى السلام» في منطقة كايان الفرنسية، كما اتهمته بمحاولة خنقها في المنزل بالوسادة على سريره في نهاية شهر كانون الأول.
وتابع الصحيفة ان ملف التحقيق الذي عهد به الى الدائرة الأولى للشرطة القضائية في باريس تمّ إغلاقه.
وفي تطوّر لافت، دعت وزارة الخارجية الفرنسية نظيرتها اللبنانية الى رفع الحصانة عن السفير رامي عدوان لتسهيل التحقيق الذي يطاله.
هذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على ان التطورات المرتبطة بالملاحقة القضائية الفرنسية لسفير لبنان في فرنسا رامي عدوان بدأت تتخذ أبعاداً خطيرة.
أما ماذا عن لبنان، فإنّ بيان صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين يتحدث عن إرسال وفد من الخارجية اللبنانية يضم امين عام وزارة الخارجية ومدير التفتيش في الوزارة الى باريس لمواكبة التحقيق.
وهنا لا بد من إيضاح النقاط التالية:
أولاً: تحوّل ملف السفير اللبناني رامي عدوان الى مسلسل جنسي قد يؤدي الى مزيد من الفضائح ويهدد العلاقات بين فرنسا ولبنان.. وقد ثبت ان السفير رامي عدوان معروف بالإساءة الى عمله وبلده، وللتدليل على ذلك فإنّ سفير لبنان في هولندا زيدان الصغير كان يشكو دائماً منه وأحاله للتفتيش.
ثانياً: استدعي عدوان الى بيروت بعد الرسالة وفرضت عليه الاستقالة… لكن الاستقالة وضعت في الدرج ولم يبتّ بها.
ثالثاً: عام 2014 تم تعيين جبران باسيل وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس تمام سلام، فانفرجت أسارير رامي عدوان وابتسم له الحظ… فقد تجاهل باسيل تاريخ عدوان وعيّنه مديراً لمكتبه.
رابعاً: عام 2017 وقعت فضيحة كبرى، إذ بعد انقضاء السنة الأولى من عهد الرئيس السابق ميشال عون صدر مرسوم التشكيلات الديبلوماسية، والعجيب الغريب ان رامي خليل عدوان عُيّـن سفيراً فوق العادة ومطلق الصلاحية لدى الجمهورية الفرنسية.
خامساً: يُقال إنّ هناك مصالح مشتركة بين عدوان وباسيل، وكانا يخططان معاً لمشاريع مشبوهة.
سادساً: ما يؤكد هذا الاتهام، ما يُقال اليوم بأنّ باسيل يحاول من خلال ما تبقى له من سلطة أن يُغلق فضيحة السفير عدوان في باريس… يشار الى ان عدوان هدّد باسيل بأنه إذا تمّ رفع الحصانة عنه فسيفضح كل ما كان بينهما.
سابعاً: إشارة لا بد منها لتذكير القرّاء الأعزاء، وهي أن تعيين عدوان سفيراً للبنان في باريس لم يكن شرعياً لأنه عُيّـن من خارج الملاك في السلك الخارجي، علماً ان الواقع يقول: إنّ عدوان لا يجوز أن يُعيّـن سفيراً، ومن المؤكد ان رامي عدوان يعرف الكثير الكثير، عن رئيس «التيار» جبران باسيل منذ أن كان مديراً لمكتبه، وصولاً الى تعيينه من خارج الملاك… وهنا فإنّ باسيل يجد نفسه مضطراً لحماية عدوان رغم سيرته وتهمته المشينة، وحتى ولو بدا السفير في باريس أفضل ممثل لـplay boy وللسادية وتعذيب الآخرين.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*