التدخين هو السبب الأكثر شيوعًا لأمراض الأوعية الدموية. ويزيد أيضا من خطر الإصابة بالسرطان . لكن السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون بداية الحل للتخلص من إدمان النيكوتين. كيف ذلك؟
وفقًا لبيانات المركز الألماني لأبحاث السرطان (DKFZ) فإن التدخين المفرط يقصر العمر بمعدل عشر سنوات. كما أن حوالي خمس عدد الإصابات بالسرطان ناتجة عن إدمان النيكوتين. علاوة ذلك هناك أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والتهاب الشعب الهوائية، والتي يكون السبب فيها غالبا هو التدخين.
وتنصح الجمعية الألمانية لجراحة الأوعية الدموية وطب الأوعية الدموية (DGG) الناس بالإقلاع عن التدخين. وتوضح أن اللجوء إلى السجائر الإلكترونية غالبًا ما يساعد على التخلص من إدمان التدخين أكثر من العلاج الدوائي أو السلوكي، وفق ما جاء على موقع “t-online” الألماني.
انتشار أكثر للتدخين مرة أخرى بين الشباب
في ألمانيا، ووفقا لاستطلاعات رأي رسمية، فقد ارتفعت نسبة المدخنين مرة أخرى إلى ما يقرب من 35 بالمائة بعد الإغلاق الثاني خلال جائحة كورونا، خاصة في الفئات العمرية الأصغر. “لذلك لا يمكن الحديث عن انخفاض في تدخين السجائر”، يؤكد البروفيسور مارتن شتورك، مدير عيادة جراحة الأوعية الدموية والصدر في مستتشفى مدينة كارلسروه الألمانية.
وبالنسبة للكثير من الخبراء لم يكن هذا الأمر مفاجئًا. فقد تخلفت ألمانيا كثيرًا فيما يخص مكافحة التبغ والإجراءات الحكومية للحد من التدخين . والدليل أن ألمانيا تحتل بهذا الخصوص المرتبة 34 من أصل 37 في أوروبا حاليا.
بالمقابل تبذل بريطانيا جهودا كبيرة لفتح آفاق جديدة في مكافحة آفة التدخين. لذلك لم يتعدّ عدد المدخنين بالبلاد عام 2021 ثلاثة عشر في المائة. وتقدم حكومة المملكة المتحدة حاليًا السجائر الإلكترونية المجانية لمليون مدخن لتشجيعهم على الإقلاع عن تدخين التبغ، حسب ما جاء في موقع t-online .
ويعلق الطبيب شتروك على ذلك بالقول: “هذا الإجراء الفريد من نوعه في العالم يظهر التقييم الإيجابي للسجائر الإلكترونية في البلدان الأخرى”.
لأن النيكوتين الموجود في السجائر ليس هو الذي يسبب الموت وإنما في الحقيقة الدخان السام الناتج عن حرق التبغ هو الذي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وتصلب الشرايين، كما يؤكد المركز الألماني لأبحاث السرطان. ويوضح الدكتور شتورك ذلك بالقول “هذا الدخان لا يَنتُج عند تسخين التبغ في السجائر الإلكترونية”.
السجائر الإلكترونية كوسيلة للتخلص من الإدمان
خلص المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر (BfR) مرارًا وتكرارًا في التحليلات المختبرية إلى أن المواد الضارة في السجائر الإلكترونية تقل بنسبة تصل إلى 95 بالمائة مقارنة بالتدخين التقليدي.
وهو ما يعني أن السيجارة الإلكترونية قد تكون أداة فعالة للإقلاع اللطيف عن التدخين. وهذا ليس فقط من وجهة نظر المملكة المتحدة وإنما أيضا رأي الجمعية الألمانية لجراحة الأوعية الدموية وطب الأوعية الدموية. ويؤكد شتورك ذلك بالقول: “خاصة أنه ثبت علميًا في دراسات مختلفة أن السجائر الإلكترونية أكثر نجاحًا في الإقلاع عن التدخين من الإجراءات الأخرى”.
أيضا مراجعات قامت بها مؤسسة كوركين (التي تقدم مجموعة من البيانات في الطب وتخصصات الرعاية الصحية) انتهت إلى استنتاج مفاده أن السجائر الإلكترونية أكثر ملاءمة للإقلاع عن التدخين من الأدوية أو العلاج السلوكي وحده، حسب موقع t-online.
ونفس الاتجاه ذهبت إليه أيضا خمس دراسات مرموقة نشرت نتائجها مؤخرا في المجلة الأميركية للطب. ووفقًا لهذه المراجعات، فإن السجائر الإلكترونية تعد أكثر فعالية في التوقف عن التدخين من العلاج ببدائل النيكوتين أو العلاج السلوكي