خاص الهديل:
سأل الموفد الفرنسي لودريان الرئيس بري عن رأيه بخيار الرئيس الثالث(؟)، فأجابه بري بما معناه أن الحوار هو الذي يحدد الأسماء المرشحة لنيل رئاسة الجمهورية، وليس العكس.
أحد المتابعين للقاء لودريان مع الرئيس بري ينقل عن الموفد الفرنسي انطباعه بأن الرئيس بري لم يعط أية إشارة خلال لقائه به، بأنه بوارد التخلي عن ترشيح سليمان فرنجية؛ ولكنه بالمقابل لم يعط أية إشارة تفيد بأنه غير جدي بمطالبته بالحوار، وبأنه يريد الحوار، ويعتبره أفضل طريقة لإنهاء الشغور الرئاسي..
وفيما يعتبر البعض أن إصرار بري على أن فرنجية مرشحه، وبنفس الوقت إصراره على أن الحوار هو الوصفة الأفضل لإنهاء الشغور الرئاسي؛ ينطوي على تناقض كبير، فإن مواكبين للودريان اعتبروا أن موقف بري لا يحمل تناقضاً، بل هو يفتح أبواب أمام مفاوضه، ولكن ليست مجانية!!.
وهذا التقدير عن جوهر موقف بري الذي خرج به بعض مواكبي حركة ومبادرة لودريان؛ قاد أجواء الموفد الفرنسي بحسب مصدر مطلع إلى طرح الأسئلة التالية التي ستشكل الإجابة عنها الطريق لرسم خارطة حل إنهاء الشغور الرئاسي:
السؤال الأول: هل ترشيح بري لفرنجية هو بالنسبة إليه يشكل مدخلاً للحوار(؟؟)؛ وإذا كان الأمر كذلك؛ فحول أية مواضيع أو أي موضوع يريد بري الحوار بشأنه(؟؟)..
..بمعنى آخر هل يريد بري الحوار من أجل إحراز توافق وطني حول ترشيح فرنجية، أم يريد حوار من أجل توافق على طمأنة داعمي فرنجية لقاء سحبهم ترشيحه؟؟.
في المعلومات أن أجواء لودريان ميالة إلى الانطباع الذي يقول أن بري يريد حواراً من أجل طمأنة داعمي ترشيح فرنجية في حال وافقوا على مرشح ثالث..
.. ولكن ما هي الضمانات التي قد يكون بري يريدها لطمأنة داعمي ترشيح فرنجية لقاء سحب ترشيحه لصالح مرشح الخيار الثالث؛ علماً أن أبرز داعمي ترشيح فرنجية هم بالإضافة إليه، حزب الله..
يمكن الاستدلال على الضمانات التي يريدها الثنائي الشيعي لقاء سحبهما ترشيح فرنجية، من خلال ما قاله بري أمس للودريان من أن سبب تمسكه بفرنجية يعود لثلاث ميزات موجودة “بأبي طوني”، وهي أنه “صادق” و”صريح” و”يلتزم بكلمته”..
أحد المقربين من لودريان علق على المواصفات الثلاث هذه بالقول أن الركن الأساس بينها، هي عبارة “يلتزم بكلمته”.
ويبدو أن بري يريد في حال اقتنع بالتخلي عن فرنجية أن يتم انتقاء رئيس مثل فرنجية يلتزم بكلمته في حال اتفق معه بري، أو يريد جهة (دولة أو دول) تلتزم بكلمتها في حال اتفق معها بري على ضمانات مقابل ذهابه معها إلى خيار الرئيس الثالث..
وبحسب أصحاب هذا الرأي – وعلى ذمتهم – فإن داعمي ترشيح فرنجية لم يجدوا بعد المرشح الثالث أو الجهة التي تقنعهم بأنها تملك تقديم ضمانات لطمأنتهم في حال قرروا السير بمرشح ثالث..
السؤال الثاني هو هل الرئيس بري يريد حوار داخلي لإنتاج حل لأزمة إيجاد فخامة الرئيس، أم أنه يعتقد أن المطلوب حوار خارجي لا يقتصر فقط على باريس التي ليست لها مشكلة مع ترشيح فرنجية بل مع واشنطن التي قال بري أنها تؤيد العماد جوزاف عون ومع السعودية التي لم تقل بعد من تدعم؟..
وبنظر أوساط تزعم أنها مطلعة على تفكير لودريان فإن هذا السؤال يحتاج لتدقيق بخصوص الإجابة عنه، ولكن بالنهاية تؤكد هذه الأوساط على أن باريس مقتنعة بالكامل بأن ٩٠ بالمئة من أوراق أي حوار داخلي أو خارجي لحل أزمة الشغور الرئاسي أو لحل أزمة النظام السياسي، موجودة بيد الثنائي الشيعي..