في جراحة هي الثانية من نوعها عالمياً، خضع جنين لجراحة بسبب تشوّه الأوعية الدموية في داخل رحم أمه، وقد تكلّلت بالنجاح.
صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يخضع فيها جنين في داخل رحم أمه لجراحة دقيقة، إلا أنها المرة الأولى التي يخضع فيها جنين لجراحة تستهدف الدّماغ بشكل مباشر بسبب تشوّه الأوعية الدموية، وتحديداً وريد غالينوس.
ففي خطوة تبعث الأمل في النفوس، أعلنت هيئة مستشفيات باريس نجاح عملية فريدة واستثنائية، أجريت في مستشفى “نيكر” في منطقة “إيل دو فرانس”، بعد عملية مشابهة، أجريت قبل أشهر، وسجّلت نجاحاً لفريق طبيّ أميركي.
وفي التفاصيل، عانى الجنين من تشوّه خلقيّ في الأوعية الدماغيّة في الجزء المركزيّ من المخ، وكان من المرجّح أن يؤدي ذلك إلى الوفاة عند الولادة أو إلى مضاعفات خطيرة على دماغ الطفل عند الولادة.
ولم يكن خافياً ما تحمله هذه الجراحة من مخاطر عالية تصل إلى 90 في المئة.
حتى الآن، عند اكتشاف هذا النوع من التشوه، بوساطة الموجات فوق الصوتية في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، يعرض الأطباء على الوالدين إنهاء الحمل عبر تدخّل طبيّ أو الحدّ من الرعاية، إذا كانت الأضرار جسيمة وخطيرة.
ومن خلال إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي، اقترح الأطباء إخضاع الجنين لهذه الجراحة. وحسب ما أوضحت إدارة مستشفيات باريس فإن الأطباء “لجأوا إلى وضع جهاز قسطرة دقيق في وريد غالينوس، عبر جلد الأم ورحمها، ثمّ من خلال جمجمة الجنين
تكلّلت الجراحة التي استغرقت نحو نصف ساعة بالنجاح، ويتمتع الطفل الآن بصحة جيدة.