قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قبل قمة مرتقبة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” في وقت لاحق من يوليو الجاري، إن عدم قبول عضوية أوكرانيا في الحلف بعد انتهاء الغزو الروسي، سيكون بمثابة “انتحار لأوروبا”.
وأضاف كوليبا في تصريحات أوردتها صحيفة “بوليتيكو” الأميركية: “عدم قبول انضمام أوكرانيا إلى الناتو، يعني أن خيار الحرب سيظل قائماً”. وتابع:”الطريقة الوحيدة لإغلاق الباب أمام العدوان الروسي على أوروبا والفضاء الأوروبي الأطلسي ككل، هو ضم أوكرانيا للحلف، لأن روسيا لن تجرؤ على تكرار هذه التجربة مرة أخرى”.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز، قال في 22 يونيو الماضي إن قمة الناتو المرتقبة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس يومي 11 و12 يوليو “يجب أن تركز على تعزيز القوة العسكرية لأوكرانيا، بدلاً من فتح عملية الانضمام إلى الحلف”.
“أخطاء الماضي”
وفي تعليقه على تصريحات شولتز، قال كوليبا مخاطباً المستشار الألماني: “لا تكرر الخطأ الذي ارتكبته المستشارة أنجيلا ميركل في بوخارست عام 2008، عندما عارضت بشدة أي تقدم نحو عضوية أوكرانيا في الناتو”.
وزاد: “فتح هذا القرار الباب أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو جورجيا ثم مواصلة جهوده المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ثم ضم شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني”، مشيراً إلى أنه لو تم قبول كييف في الناتو عام 2014 “لما تجرأ بوتين على ضم شبه جزيرة القرم، ولا على الحرب في إقليم دونباس، ولا على الغزو واسع النطاق حالياً”.
وحذّر كوليبا في المقابلة ألمانيا وغيرها ممن يدافعون عن مثل هذا الالتزام، من نتيجة مماثلة لقمة “الناتو” التي عُقدت عام 2008 في بوخارست، عندما رفضت برلين وباريس عضوية أوكرانيا وجورجيا في “الناتو”.
وعارض كوليبا تصريحات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، التي قال فيها إنه “من المستحيل” أن تفوز أوكرانيا على روسيا في الحرب. وقال كوليبا: “أنا متعب من الرد على هذه الحجج التي لا معنى لها”، مضيفاً: “إنه مجرد كلام فارغ”.
وتأتي تعليقات كوليبا قبل قمة الحلف المقررة منتصف يوليو، حيث من المقرر أن يكون طلب عضوية كييف هو أكثر النقاط حساسية من الناحية السياسية، إذ تتطلع أوكرانيا للحصول على التزام من الحلف، لكن عدداً من الحلفاء يقولون إن النقاش الجاد حول عملية الانضمام “لا يمكن أن يحدث، إلا بعد خروج القوات الروسية من أراضيها”.
يشار إلى أن أوكرانيا حصلت على وضع المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل عام، وتأمل في بدء مفاوضات رسمية هذا العام حول ما تحتاج إلى القيام به لتعزيز مساعيها في هذا الاتجاه.