نقلت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، عن مصدر مقرب من التحقيق بشأن مادة الكوكايين التي عُثر عليها في البيت الأبيض، أنّ الجهات الأمنية الأميركية تشكّ في أنها قادرة على تحديد هوية الشخص الذي أدخل المادة، إلى المقر الرئاسي نهاية الأسبوع الماضي.
وأكدّت الصحيفة أنّ المحققين توصلوا إلى هذا الاستنتاج بسبب حقيقة أنّ الجناح الغربي للإدارة الأميركية، حيث تم العثور على المخدرات، يشهد حركة مرور عالية للغاية.
وقال مصدر قريب من التحقيق: “حتى لو كانت هناك كاميرات مراقبة، فمن المستبعد أنّ يتم كشفه”، مضيفاً أنّ التحقيقات في الحادث لا تزال جارية.
وشدّد مسؤولون، اليوم الأربعاء، على أن مادة الكوكايين التي عُثر عليها في البيت الأبيض، كانت متروكة في ناحية غالباً ما يستخدمها الزوار الذين يجولون في أقسام المقر الرئاسي، مؤكدين أنّ الرئيس جو بايدن، كان وعائلته خارج المقر.
وسعى البيت الأبيض لاحتواء النبأ غير الاعتيادي بعدما تبيّن العثور على المخدرات الأحد الفائت، في مبنى تعد الحراسة فيه من الأكثر تشدّداً في العالم.
وكانت تقارير أولية أفادت بالعثور على بودرة بيضاء، ما أثار مخاوف من تجدد فصول العثور في مبان حكومية في واشنطن على مساحيق غير محددة خلال عمليات البحث، أو تلقي رسائل بريدية مشبوهة، في حالات يتم التعامل معها على أنّها هجمات كيميائية محتملة.
واستدعى العثور على البودرة البيضاء عملية إجلاء قصيرة الأمد.
ترامب يتهم نجل بايدن بامتلاك مادة الكوكايين
لكن مخاوف من نوع آخر برزت بعدما خلصت تحاليل أولية، أجراها تقنيون في جهاز الإطفاء في العاصمة واشنطن إلى أنّ المادة هي كوكايين.
وجعل بايدن من إعادة إرساء التدابير التقليدية للعناية بالمقر، أولوية بعد ولاية دونالد ترامب، وورود تقارير تفيد بأن الرئيس الجمهوري كان يعمد إلى التخلّص من وثائق في المراحيض.
لكن الرئيس البالغ 80 عاماً تلاحقه تقارير تكشف صخب حياة ابنه هانتر، بما في ذلك صراعه الموثّق مع إدمانه الحاد على المخدرات.
وأثار الإعلان عن العثور على مادة الكوكايين في البيت الأبيض، على الفور تكهّنات بأن نجل الرئيس قد يكون معنياً بالأمر بشكل من الأشكال.
والأربعاء سارع ترامب للتعليق على الأمر بالقول: “هل هناك من يعتقد أن مادة الكوكايين التي عثر عليها في الجناح الغربي للبيت الأبيض، بالقرب من المكتب البيضاوي، هي لاستهلاك أحد غير هانتر وجو بايدن؟”.
وفي مسعى لوضع حد للاشاعات، أعلن البيت الأبيض أن الأدلة الظرفية، على الأقل، تشير إلى أن المسؤولية تقع على زائر، وليس على أحد على صلة بعائلة بايدن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إنّ المخدرات عثر عليها في مكان عادة ما يستخدمه زوار يأتون إلى مقر الرئاسة بدعوة من موظفيه لتفقّد الجناح الغربي الذي يضم المكتب البيضاوي.
والجدير ذكره، أنّه قبل دخول الأقسام الحساسة للمجمع، يطلب من الزوار ترك هواتفهم النقالة في خزائن، وهو المكان الذي عثر فيه على المخدرات.
وقالت جان-بيار: “إنّها منطقة تشهد حركة كثيفة ويعبرها كثر من زوار البيت الأبيض والجناح الغربي”. وشددت أنّ “عائلة الرئيس لم تكن متواجدة في البيت الأبيض في ذاك الحين”.