تهيمن الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا وجهود حشد تحالف دولي ضد الغزو على جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في أوروبا هذا الأسبوع، ويستهلها اليوم من المملكة المتحدة.
وتشمل جولة بايدن الأوروبية ثلاث دول؛ فبعد محطته الأولى في المملكة المتحدة، ينتقل إلى العاصمة الليتوانية فيلنيوس، حيث يشارك في قمة حلف شمالي الأطلسي “ناتو”، قبل أن ينهي جولته بزيارة عاصمة فنلندا هلسنكي.
ويلتقي الرئيس الأميركي في بريطانيا الملك تشارلز الثالث للمرة الأولى منذ اعتلائه العرش في مايو/ أيار الماضي. ولم يحضر بايدن مراسم تتويج تشارلز، إذ أرسل السيدة الأولى جيل بايدن.
وستتميز زيارة بايدن الاثنين بقليل من الأبهة الملكية، والتي ستتضمن استقبالا ملكيا ومشاهدة بعض القطع الأثرية ذات الصلة بالولايات المتحدة في قلعة وندسور، واحتساء الرجلين بعض الشاي.
وسيستغل بايدن وتشارلز اجتماعهما للفت الانتباه إلى قضايا المناخ، وسيستضيفان منتدى سيركز على كيفية تشجيع الشركات الخاصة على الانخراط في المزيد من جهود الطاقة النظيفة، تحديدا في الدول النامية.
تقارير دولية
بايدن يصل إلى بريطانيا قبل مشاركته في قمة الحلف الأطلسي بليتوانيا
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تحلق إلى لندن: “يأتي الرئيس بنوايا حسنة هائلة خلال هذه الزيارة”.
وتتزامن الزيارة مع الاجتماع السادس بين بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، منذ أن تولى الأخير منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ويهدف كل ذلك لتسليط الضوء على ما يسمى “العلاقة الخاصة الدائمة” بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأجرى بايدن آخر محادثات رسمية مع تشارلز، الذي كان أميرا آنذاك، في قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) في غلاسكو باسكتلندا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
كما حضر الرئيس الأميركي جنازة والدة تشارلز، الملكة إليزابيث الثانية، في سبتمبر/ أيلول، بالإضافة لحفل استقبال رؤساء الدول في قصر باكنغهام في الليلة التي سبقت الجنازة.
كما يؤكد الجانب المتعلق بالمناخ في لقاء بايدن وتشارلز، يوم الاثنين، الأولوية القصوى التي يوليها تشارلز (74 عاما) لمجال البيئة. إذ يكافح تشارلز منذ فترة طويلة لحماية الحياة البرية ومحاربة تغير المناخ.
أخبار
أوكرانيا والسويد تتصدران جدول أعمال بايدن في قمة حلف شمال الأطلسي
وسيطلق بايدن وتشارلز منتدى أطلق عليه “تعبئة تمويل المناخ”، بحضور مسؤولين من القطاعين المالي والخيري لمناقشة توسيع مبادرات الطاقة النظيفة في الدول النامية.
وقبل أن يتوجه إلى قلعة وندسور، يجتمع بايدن مع سوناك في جلسة يقول البيت الأبيض إنها ستركز على مجموعة من القضايا العالمية، لكن من المؤكد أن تهيمن عليها جهود الزعيمين المستمرة لدعم أوكرانيا.
واشنطن ولندن من أكثر المدافعين صلابة عن كييف، وضغطت المملكة المتحدة على البيت الأبيض لاتخاذ خطوات أكثر جدية في تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
لكن إدارة بايدن اتخذت الآن خطوات يشعر سوناك بأنها ذهبت بعيدا، حيث قرر الرئيس الأميركي الأسبوع الحالي تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، وهو سلاح يمتلكه أكثر من ثلثي أعضاء حلف الناتو. وحُظرت هذه القنابل بسبب خطرها وتهديدها المحتمل للمدنيين.
واعترف بايدن بأن تزويد كييف بالقنابل العنقودية – التي تقذف في الجو وتطلق قنابل صغيرة عبر مساحة واسعة من الأرض – كان “قرارا صعبا”، لكنه أشار إلى أن القنابل ضرورية لمواصلة قتال الأوكرانيين للقوات الروسية.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة (سي أن أن) قبل جولته الأوروبية: “استغرق الأمر مني بعض الوقت لأقتنع بفعل ذلك. لكن الشيء الرئيسي الذي فكرت فيه هو امتلاك الأوكرانيين أسلحة لمنع الروس من وقف الهجوم الأوكراني عبر هذه المناطق. أعتقد أنهم بحاجة إلى هذه القنابل”.
من جانبه، نأى سوناك بنفسه عن قرار الولايات المتحدة إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا. وقال في مقابلة صحافية يوم السبت: “المملكة المتحدة من الدول الموقعة على اتفاقية حظر إنتاج أو استخدام القنابل العنقودية، ولا تشجع على استخدامها”. لكن الولايات المتحدة ليست طرفا في هذه الاتفاقية.
وأضاف سوناك: “سنواصل القيام بدورنا في دعم أوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر، لكننا فعلنا ذلك من خلال توفير دبابات قتالية وأسلحة بعيدة المدى، ونأمل أن تستمر جميع الدول في دعم أوكرانيا”.
قلل سوليفان من أهمية الخلاف حول القنابل العنقودية قائلا: “أعتقد أنكم ستجدون رئيس الوزراء سوناك والرئيس بايدن متفقين من الناحية الاستراتيجية بشأن أوكرانيا. وهما على موقف ثابت لما نحاول تحقيقه، ومتحدان كما كانا دائما، سواء في ما يخص هذا الصراع أو في العموم”.
وذكر مكتب سوناك أن اجتماعه مع بايدن يوم الاثنين “سيكون فرصة لرصد التقدم المحرز في الإجراءات والمبادرات بموجب إعلان الأطلسي”، والذي وقعه الزعيمان عندما زار سوناك البيت الأبيض الشهر الماضي.
وأضاف: “هذا يشمل المفاوضات التي بدأت الآن بشأن اتفاقية المعادن الحرجة (سي إم إيه) بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة. والتي ستدعم القيادة المشتركة للبلدين في مجال التكنولوجيا الخضراء”