خاص الهديل:
خلال مقابلته الاخيرة مع جريدة الشرق الأوسط، رسم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لنفسه ما هو متاح له وفق الدستور ووفق ومسؤولياته الوطنية تجاه هموم الناس وحاجات الوطن؛ وما هو غير متاح لحكومته ايضا وفق الدستور وبما يصون الوحدة الوطنية .
..ومن هنا أعلن ميقاتي بأنه لن يسير بالتمديد لرياض سلامة لأن هذا الأمر سيزيد من حدة الاحتقان والإنقسام الداخلي.
المهم في كلام ميقاتي هو ان الرجل يعلن انه لن يهرب من واجباته، وانه لن يتنازل عن جعل الحكومة تجتمع اذا كانت الضرورة القصوى تقتضي ذلك ..
والواقع – وضمن هذا المعنى-، فإن التاريخ سيسجل غدا ان ميقاتي بعكس كل رؤساء الحكومات السابقين وربما القادمين ، فهو أدار موقع رئاسة الحكومة تحت القصف السياسي الكثيف وفي ظل انهيار وضع الادارات والمعيشة وكل شيئ من حوله ..
الأمر الوحيد الذي يملكه ميقاتي من كل امكانات منصبه المتبقية؛ هو خبرته الكبيرة التي يعتمد عليها لتفعيل منصب رئاسة الحكومة التي ليس فقط لا تملك صلاحيات استثنائية في هذا الظرف الاستثنائي ؛ بل حتى لا تملك صلاحيات عادية بحكم كونها في حالة تصريف اعمال ..
ويمكن القول ان ميقاتي ينجح ضمن الصلاحيات الضيقة في جعل البلد يتجاوز بالقطعة ازماته، وذلك بانتظار فرج ينتظر الجميع أن يأتي من الخارج ..
.. وفيما الجميع يقف على شرفة انتظار الحل الخارجي، فإن ميقاتي وحده يقف وسط ميدان الواقع الداخلي ليعمل من أجل جعل اللحظة منتجة داخليا قدر الإمكان، و من اجل سد حاجات اليوم للناس ولو بالحد الادنى، وذلك حتى يمكن للبنان ان يربح الغد ..