توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى اللبنانيين، وذلك خلال ذكرى العاشر من محرم الحرام في دار الإفتاء الجعفري، وبعد تلي المصرع الحسيني، بالقول: “بمثل هذا اليوم المخضب بأعظم دماء سماوية قدم الإمام الحسين نفسه وأهل بيته وأصحابه قربانا بسبيل الحقيقة التي تسع كل الخلائق وتعانق ملكوت السماوات، وكان محور شعاره الذات الوجودية وتأكيد الحق والإصلاح وإنقاذ الإنسان من طاحونة الفساد الفكري والسلطوي لصالح الإيمان الذي يؤكد الروح المعنوية للوجود ويسع كل الخلائق”.
وأضاف: “كأساس لثورته، أكد الإمام الحسين ضرورة السلطة العادلة كخادم مطلق للإنسان بعيدا عن عرقه ولونه ولغته وملته موقعه الجغرافي، ولقد شارك المسلم والمسيحي بدم ثورته وعظيم مجده وقيام عدله، وهو ما نريده اليوم لهذا البلد الذي يعيش لحظة مصير وسط هجمة دولية إقليمية تقودها واشنطن، ومن صميم هيهات نقول: سيبقى لبنان قويا بوحدته الوطنية وسلمه الأهلي وتضحيات مقاومته التي تشكل اليوم ركيزة عظمى باستراتيجية حماية لبنان، والمطلوب حماية القرار السياسي للبنان، ومفتاح حماية لبنان يمر بتسوية رئاسية حكومية وطنية بحجم طائفة الله في هذا البلد”.
واشار الى ان “لأن اليوم يوم “مجد الدم السماوي” فإننا نؤكد قيمة لبنان ككيان سياسي وقوة مقاومة وشراكة وطنية ودولة مركزية جامعة، وخيارنا الوقوف بجانب الحق الوطني وخصومتنا مع كل كيان ظالم ومستبد بهذا العالم، وبهذا المجال نؤكد نصرتنا للقضية الفلسطينية وعداوتنا المطلقة للكيان الصهيوني وتمسكنا الأبدي بالمقاومة كخيار سيادي”.
وختم: “ندين كل أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونحذر من لعبة الأمم، وندعو الدول الإسلامية لوقفة كرامة تليق بالقرآن، وليفهم العالم أننا أمة مستعدة للتضحية بكل من شيء من أجل القرآن العظيم، والعهد إباء وحق وعدل وعيش مشترك وشراكة وطنية وثبات مطلق للدفاع عن قضايا كل المعذبين بالأرض سيما قضية لبنان العزيز”.