كثيرةٌ هي قصص نجاح اللبنانيين في الخارج، فقد استطاع الشعب اللبناني بإمكانياته الكبيرة وإرادته الصلبة اقتحام كل المجالات العلمية والمهنية وترك بصماتٍ إيجابية فيها. وحتى عملية غزو الفضاء لم تصعب عليهم، وخير دليل على ذلك قصة الشاب اللبناني إيلان الصعيدي( 24 عاماً)، مؤسس شركة “Latitude” في فرنسا، والتي أصبحت من أهم شركات الفضاء في أوروبا
منافسة الشركات الأوروبية
شركة “Latitude” هي شركة فرنسية ناشئة مقرها مدينة ريمس. تأسست عام 2019 على يد ستانيسلاس ماكسيمين وإيلان الصعيدي وكورنتين كوستي. عُرفت في البداية باسم “Venture Orbital Systems”، وتعمل على تطوير صاروخ “Zephyr” الصغير القادر على إرسال ما يصل إلى 100 كيلوغرام من الحمولة إلى المدار الأرضي المنخفض.
وتُعدّ هذه الشركة التي أسسها الصعيدي واحدة من شركات الفضاء الفرنسية القليلة الجديدة التي تعمل بجدية على تطوير مركبة إطلاق مدارية. وتتمثل خطتها في التغلب على منافسيها في أوقات إطلاق سريعة مدتها 6 أشهر وحسب من توقيع العقد إلى الإطلاق، مع تقديم مدارات مخصصة من موقع الإطلاق الخاص بها، الواقع في ميناء “ساكسافورد” الفضائي في اسكتلندا. فيما تقدّر الشركة أن الإطلاق الأولي لصاروخها سيكون في مدة زمنية تتراوح من نهاية عام 2024 إلى الشهور الأولى من عام 2025.
جهود جبارة
استطاعت شركة الصعيدي بعد عامٍ واحدٍ من تأسيسها، من تطوير تقنية كافية في صناعة محركات الصواريخ للحصول على عقودٍ من وكالة الفضاء الفرنسية ووكالة الفضاء الأوروبية. وكان التطور الرئيسي في جهودها يتمثل بالمضاعفة الفعالة لحمولة صاروخها بحلول آب 2020، من 40 كيلوغرام إلى 80 في المدار الأرضي المنخفض. وقد أدت سعة الحمولة الجديدة إلى تحسين صورة الشركة بشكلٍ كبير، ما أقنع المستثمرين، بما في ذلك شركة” UI Investissement”، بالاشتراك في الجولة التأسيسية بقيمة 750 ألف يورو.
وقعت شركة الصعيدي في بداية عام 2022، مذكرة تفاهم مع ميناء “ساكسافورد” الفضائي، حيث اختارت ميناء الفضاء الاسكتلندي “كموقعها الأساسي” للرحلات الجوية وعمليات الإطلاق الأولى بدءاً من عام 2025. وفي حزيران 2022، أنهت الشركة إياها جولتها التمويلية بحوالي 10 ملايين يورو، والتي شملت بنوكاً فرنسية، وشركة رأس مال استثماري، إضافةً إلى العديد من الشركات الأخرى.
وقد منح هذا التمويل الشركة ما يكفي من السيولة لتوسيع عدد فريق العمل إلى 70 فرداً بحلول نهاية عام 2022.
وعلى الجانب التكنولوجي، اختتمت الشركة العام الماضي بنجاح باختبار النموذج الأولي لمحرك “Navier” في ميناء “ساكسافورد”.
صاروخ Zephyr
في تكوينه الأولي حتى آب 2020، كان طول الصاروخ 11 متراً وقادراً على حمل ما بين 35 و40 كيلوغرام وحسب إلى مدار الأرض المنخفض والمدار المتزامن مع الشمس. لكن التحديثات الجديدة التي شملت المحرك وسّعت الحمولات المحتملة. وتمثلت إحدى التغييرات الجوهرية بالانتقال من تكوين 6+1 إلى تكوين محرك 9+1
كثيرةٌ هي قصص نجاح اللبنانيين في الخارج، فقد استطاع الشعب اللبناني بإمكانياته الكبيرة وإرادته الصلبة اقتحام كل المجالات العلمية والمهنية وترك بصماتٍ إيجابية فيها. وحتى عملية غزو الفضاء لم تصعب عليهم، وخير دليل على ذلك قصة الشاب اللبناني إيلان الصعيدي( 24 عاماً)، مؤسس شركة “Latitude” في فرنسا، والتي أصبحت من أهم شركات الفضاء في أوروبا.
منافسة الشركات الأوروبية
شركة “Latitude” هي شركة فرنسية ناشئة مقرها مدينة ريمس. تأسست عام 2019 على يد ستانيسلاس ماكسيمين وإيلان الصعيدي وكورنتين كوستي. عُرفت في البداية باسم “Venture Orbital Systems”، وتعمل على تطوير صاروخ “Zephyr” الصغير القادر على إرسال ما يصل إلى 100 كيلوغرام من الحمولة إلى المدار الأرضي المنخفض.
وتُعدّ هذه الشركة التي أسسها الصعيدي واحدة من شركات الفضاء الفرنسية القليلة الجديدة التي تعمل بجدية على تطوير مركبة إطلاق مدارية. وتتمثل خطتها في التغلب على منافسيها في أوقات إطلاق سريعة مدتها 6 أشهر وحسب من توقيع العقد إلى الإطلاق، مع تقديم مدارات مخصصة من موقع الإطلاق الخاص بها، الواقع في ميناء “ساكسافورد” الفضائي في اسكتلندا. فيما تقدّر الشركة أن الإطلاق الأولي لصاروخها سيكون في مدة زمنية تتراوح من نهاية عام 2024 إلى الشهور الأولى من عام 2025.
جهود جبارة
استطاعت شركة الصعيدي بعد عامٍ واحدٍ من تأسيسها، من تطوير تقنية كافية في صناعة محركات الصواريخ للحصول على عقودٍ من وكالة الفضاء الفرنسية ووكالة الفضاء الأوروبية. وكان التطور الرئيسي في جهودها يتمثل بالمضاعفة الفعالة لحمولة صاروخها بحلول آب 2020، من 40 كيلوغرام إلى 80 في المدار الأرضي المنخفض. وقد أدت سعة الحمولة الجديدة إلى تحسين صورة الشركة بشكلٍ كبير، ما أقنع المستثمرين، بما في ذلك شركة” UI Investissement”، بالاشتراك في الجولة التأسيسية بقيمة 750 ألف يورو.
وقعت شركة الصعيدي في بداية عام 2022، مذكرة تفاهم مع ميناء “ساكسافورد” الفضائي، حيث اختارت ميناء الفضاء الاسكتلندي “كموقعها الأساسي” للرحلات الجوية وعمليات الإطلاق الأولى بدءاً من عام 2025. وفي حزيران 2022، أنهت الشركة إياها جولتها التمويلية بحوالي 10 ملايين يورو، والتي شملت بنوكاً فرنسية، وشركة رأس مال استثماري، إضافةً إلى العديد من الشركات الأخرى.
وقد منح هذا التمويل الشركة ما يكفي من السيولة لتوسيع عدد فريق العمل إلى 70 فرداً بحلول نهاية عام 2022.
وعلى الجانب التكنولوجي، اختتمت الشركة العام الماضي بنجاح باختبار النموذج الأولي لمحرك “Navier” في ميناء “ساكسافورد”.
صاروخ Zephyr
في تكوينه الأولي حتى آب 2020، كان طول الصاروخ 11 متراً وقادراً على حمل ما بين 35 و40 كيلوغرام وحسب إلى مدار الأرض المنخفض والمدار المتزامن مع الشمس. لكن التحديثات الجديدة التي شملت المحرك وسّعت الحمولات المحتملة. وتمثلت إحدى التغييرات الجوهرية بالانتقال من تكوين 6+1 إلى تكوين محرك 9+1.
أما التكوين الحالي للصاروخ ذو المرحلتين فقد تغير بصورةٍ كبيرة، إذ بات يبلغ ارتفاعه 17 متراً وعرضه 1.2 متراً، مع 9 محركات “Navier” على مستوى سطح البحر بقوة دفع تتراوح من 12 إلى 13 كيلو نيوتن في المرحلة الأولى، ومحرك مُحسّن للتفريغ في المرحلة الثانية. وهكذا أصبح بإمكان الصاروخ إيصال حمولة محتملة تبلغ 100 كيلوغراماً إلى المدار الأرضي المنخفض و70 كيلوغراماً إلى المدار المتزامن مع الشمس.
وفي كانون أول 2022، نجحت شركة الصعيدي في اختبار نموذج أولي لمحرك “Navier” في ميناء “ساكسافورد” الفضائي، حيث قامت بتشغيل المحرك لمدة 30 ثانية تقريباً. ثم أجرت بعد ذلك المزيد من جولات الاختبار في العام الحالي. وحسب الخطط الموضوعة، من المقرر بعد ذلك أن ينطلق صاروخ “Zephyr” من ميناء “ساكسافورد” في أواخر عام 2024، مع أرجحية تأجيل الإطلاق حتى عام 2025.
القيمة السوقية للشركة
إلى ذلك، أنهت شركة الصعيدي في حزيران 2022، أكبر جولة تمويل لها حتى الآن، بتجميعها مبالغ تجاوزت 10 ملايين يورو. كما أصدرت الشركة ما يقرب من 1600 سهماً جديداً، ما أعطى “Latitude” قيمة سوقية تبلغ حوالي 25 مليون يورو. في حين تقدّر شركة “ديل روم Dealroom” الهولندية المختصة بتحليل بيانات الشركات الناشئة، قيمة شركة الصعيدي بما يتراوح بين 40 إلى 60 مليون يورو.
هذا وتلقت الشركة تمويلاً حكومياً أواخر العام الماضي لمشروع “XANTHOS” الخاص بها كجزء من المكون الفضائي لمبادرة فرنسا 2030، الساعية إلى إحداث تحولٍ مستدام في القطاعات الوطنية الرئيسية من خلال البحث والتطوير والاستثمار الصناعي. وكان هذا المشروع المذكور آنفاً من بين 15 مشروعاً حصل على إعلان تمويل بقيمة 65 مليون يورو. فيما أقرّت شركة الصعيدي بأنه سيتم استخدام التمويل غير المحدد لدعم تطوير محرك “Navier MK2” الخاص بها.
النجاحات المتتالية جذبت استثمارات مهمة لشركة الصعيدي من جهاتٍ مرموقة، ومن بين المستثمرين نذكر “Credit Mutuel Innovation” (ذراع الأسهم الخاصة لـ Crédit Mutuel، أكبر اتحاد ائتماني فرنسي)، و”Expansion Ventures”، وهي شركة فرنسية تركز على الفضاء، إضافةً إلى “COMAT Space”، و”Nicomatic”، وGROUPE” “ADF، وجميعها شركات هندسية فرنسية. وهذا طبعاً إلى جانب شركة “UI Investissement”، وبنك الاستثمارات العامة الفرنسي المعروف باسم “Bpifrance”.
مساهمات ضخمة وغزو للفضاء
فيما يتعلق بالتمويل المطلوب، تتطلع شركة الصعيدي لتجميع مساهماتٍ تبلغ قيمتها 70 إلى 80 مليون يورو بين عاميّ 2024 و 2025 لبدء عمليات الإطلاق إلى الفضاء، وتصل إلى 150 إلى 200 مليون يورو حتى عام 2027 للإنتاج الصناعي. كما تخطط الشركة لتوسيع فريق العمل ليصبح 140 موظفاً مع نهاية عام 2023.
وبخصوص السعر الذي سيتم تحصيله لكل كيلوغرام من الحمولة إلى المدار الأرضي المنخفض، فستقدم الشركة سعراً تنافسياً يبلغ 35 ألف دولار أميركي. مع التخطيط لـ 20 عملية إطلاق سنوياً في عام 2026، وتوسيع نطاقها حتى 40 أو حتى 50 عملية إطلاق سنوياً بحلول عام 2030.
خدمة مميزة ودعم واسع
إضافةً إلى ما تقدم، ستوفر شركة الصعيدي ميزة تنافسية من خلال صاروخ “Zephyr”، حيث أنها على غرار شركة “أوربكس Orbex” في فئة المشغلات الصغيرة، ستتميز بوقتٍ سريعٍ جداً للإطلاق ما ينعكس إيجاباً من حيث التكلفة الإجمالية على العملاء.
والجدير بالذكر في النهاية، أنه بات لشركة الصعيدي ذراع للبحث والتسويق خاصة بها اسمها “أستريوس Astreos”، لاستكشاف سوق الأقمار الصناعية النانوية على مدار السنوات القادمة. ويبقى الأهم من ذلك تمتع الشركة بالكثير من الدعم السياسي في فرنسا، يُضاف ذلك إلى ثقة مستثمريها بأن لديها ما يلزم لدخول سوق الفضاء الأوروبية بقوة.