لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” الأوروبية تزور “عامل” لإحياء ذكرى المجزرة وتجديد التضامن مع القضية الفلسطينية
*عينا: ستبقى قضية فلسطين حيّة في الوجدان الإنساني*
*مهنا: الالتزام بالقضية الفلسطينية هو المعيار لصوابية أي عمل إنساني*
تشكّل الذكرى السنوية لمجزرة صبرا وشاتيلا المروعة، مناسبة لتسليط الضوء على عدالة القضية الفلسطينية ومعاناة شعبها، ومحطة لتجديد التضامن والالتزام بهذه القضية فكراً وممارسة من قبل مؤسسة عامل الدولية وشركائها في لجنة “”كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” الأوروبية وجمعية بيت أطفال الصمود، الذين يعملون من أجل تحقيق العدالة للضحايا وتخليدهم، وإدراج المجزرة ضمن القضايا الإنسانية العالمية، كجزء من النضال الأشمل على طريق تحرير فلسطين وانتصار الحق على القوة.
وفد لجنة “”كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” المؤلف من عشرات النشطاء والمدافعين عن القضية الفلسطينية من مختلف أنحاء أوروبا وخصوصاً إيطاليا، وفي إطار جولتهم السنوية في لبنان، زاروا مركز عامل الصحي التنموي الاجتماعي في الخيام ومروا بالمعتقل وبمخيم للنازحين السوريين حيث تعمل عيادات نقالة لعامل ووحدة التعليم الجوالة، حيث كان في استقبالهم الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية اللبنانية والعربية، والدكتور قاسم عينا رئيس جمعية بيت أطفال الصمود والأستاذ حسين أيوب رئيس تحرير موقع ١٨٠ بوست والإعلامي الأستاذ أحمد بزون والإعلامية مايا ياغي وفريق المؤسسة.
وقد رحّب مهنا بالوفد وأثنى على دور لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” في إحياء القضية الفلسطينية على صعيد أوروبا والعالم، وحيّا التزام أعضاء اللجنة والناشطين المرافقين لهم على موقفهم الإنساني وشجاعتهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وعلى سعيهم لايصال الصوت الفلسطيني لكل أنحاء العالم.
وصرّح بأنّ مؤسسة عامل الدولية التي تقود الحركة الأورو-متوسطية للتضامن مع اللاجئين حول العالم، تعتبر أن الالتزام بقضايا الشعوب المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية هو المعيار الحقيقي للعمل الإنساني، مشيراً إلى أن “عامل” التي تحمل لواء الكرامة الإنسانية منذ عقود هي حركة تغيير اجتماعي لن تتنازل عن دورها النضال وسعيها إلى تحرير العمل الإنساني من الهيمنة والعقلية الاستعمارية.
وأضاف: “لقد ترجمت عامل التزامها بإحياء ذكرى المجزرة بالتعاون مع جمعية بيت أطفال الصمود ولجنة “كي لا نسسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” من خلال المعرض التوثيقي التضامني الذي أطلقته في مركزها في حارة حريك، ونحن ندعو كل الذين يدعون مناصرة هذه القضية إلى اتخاذ خطوات عملية، كل في مجاله، والالتزام بهذه القضية يعني التحلي بمجموعة من القيم أبرزها الإيمان بنبل الإنسانية والتمسك بالحق مهما كان الثمن باهظاً، ومن هنا فإن نضال “عامل” من أجل تعزيز إنسانية الإنسان والمطالبة بحقوقه وصون كرامته بمعزل عن انتماءه هو تجسيد للثقافة التي يمكن من خلالها بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية تكون فيه فلسطين وكل شعوب العالم حرة ومستقلة وسيدة على نفسها، إنهاء الاستعمار هي عملية تراكمية لا سباق شعارات وبيع أوهام وخطب عشوائية”.
من جهته أكد ممثل لجنة صبرا وشاتيلا أن اللجنة لن تتخلى عن التزامها أمام الشعب الفلسطيني وأهالي الضحايا والشهداء في المجزرة وستظل تعمل من أجلهم في كل المحافل الدولية، معتبراً أن الشراكة مع جمعية بيت أطفال الصمود بقيادة المناضل الفلسطيني الفذ الدكتور قاسم عينا، ومؤسسة عامل الجمعية الملتزمة بقضية فلسطين قولاً وفعلاً، هي فرصة لتعزيز الجهود من أجل تحريك الضمير العالمي وحشد التأييد للقضية الفلسطينية ونضال شعبها، وبث الوعي والالتزام في الجيل الجديد القادر على استلام دفة النضال كي لا تصبح القضية الأهم في العالم منسية ومهمشة.
وكانت كلمة للدكتور قاسم عينا تحدث فيها عن الدور النضالي الذي تقوم به لجنة صبرا وشاتيلا في أوروبا والعالم في مرحلة تاريخية تشهد الكثير من الخيانات والتخلي عن القضية الفلسطينية، معتبراً أن إبقاء ذكرى المجزرة ومن خلفها القضية الفلسطينية حيّة في ضمائر العالم هو أمر في غاية الأهمية، لأن القضايا الحيّة في الوجدان الإنساني تنتصر ولو بعد مئات السنين.
وقد اختتمت الجولة بغداء على نهر الحاصباني، حيث تباحث المشاركون بالمبادرات والخطوات العملية المخطط لها محلياً وعالمياً، على أن يعقد لقاء ثان يوم الجمعة في معرض صبرا وشاتيلا التضامني الذي أطلق في مركز مؤسسة عامل الدولية لتنمية القدرات الببشرية في حارة حريك في العام الماضي، والذي شكّل المعرض الأول من نوعه لإحياء وتوثيق المجرزة على أن يتم معارض تضامنية مشابهة في عدة دول أوروبية لاحقاً.