أقامت جمعية التخصص والتوجيه العلمي حفل توزيع شهادات منح التفوق على الفائزين بمنح الجمعية للدراسات العليا والجامعية في لبنان والخارج للعام الجامعي 2023-2024، برعاية وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وحضوره، في حضور شخصيات تربوية واجتماعية وأهالي الطلاب وبعض رؤساء الجامعات العاملة في لبنان.
تضمّن برنامج الإحتفال النشيد الوطني اللبناني وكلمة طلاب الدراسات العليا ألقاها الطالب بشارة جورج الخوري وكلمة طلاب الدراسات الجامعية ألقاها الطالب إبراهيم عيتاني. عرّف بالحفل المهندس واصف شرارة ثمّ ألقى رئيس الجمعية أحمد إسماعيل كلمة أشار فيها الى أن “هذه الدورة سميّت باسم دورة سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الذي شاءت الجمعية أن تطلق إسمه على هذه الدورة تقديراً لما قدّمه ويقدّمه للجمعية”. وأشار الى “إحتضان الجمعية للمتفوقين والمبدعين”، وتوجّه بالشكر “لكل الأيادي الداعمة وللجامعات المتعاونة مع الجمعية ولمؤسسي الجمعية الأوائل”.
الحلبي
ثمّ تحدّث وزير التربية فقال: “في زمن الحاجة الشديدة إلى دعم الأسر في تعليم اولادها، يصبح دور الجمعيات الأصيلة في رسالتها التربوية والإجتماعية، محوريا وضروريا وحاسما. فبين وقفتنا هنا في العام الماضي ووقفتنا هذه السنة ازداد الحمل الإجتماعي ثقلا، وبات الساعون من اجل الخير في وضعية لا يحسدون عليها، للاختيار بين من هو أشد حاجة وأكثر استحقاقا ليفوز بالمنحة. أنا اتحدث هنا بلسان العارف لتاريخ جمعية التخصص والتوجيه العلمي، والمواكب للعديد من الشخصيات التي اسهمت في إنشائها وتألقها واستمرارها في القيام بدورها الريادي التربوي والوطني. نعم إن الحمل بات أكثر ثقلا على أصحاب الأيادي البيض والقامات التي لا تنحني أمام تعطش الشباب إلى فرصة للتخصص والنهوض بعائلاتهم وأهاليهم، وتحقيق ذواتهم في الداخل او الخارج، ولأنهم لا يتراجعون أمام طالب مستحق. ونحن هنا اليوم بين كوكبة من اهل العطاء وباقة من الشباب والصبايا، الذين يشكلون محور حياتنا ومنتهى تطلعاتنا وقوة وطننا وقدرته على التعافي والحياة”.
أضاف: “أنتم باقة مختارة من بين الذين نجحوا وتفوقوا في شهادة الثانوية العامة، وقد فزتم بالمنح المالية التي توفرها جمعية التخصص والتوجيه العلمي، فهنيئا لكل منكم هذه المنحة المهمة لحياتكم ودراستكم ومستقبلكم، فالتعليم هوالوسيلة الوحيدة لتحسين الحياة والترقي وسلوك درب التخصص والتألق والحصول على فرصة العمل. وكم نحن في حاجة ماسة هذه الأيام إلى اقتصاد مولد لفرص العمل والإنتاج، وإلى توجيه تربوي لطلابنا الذين لم يحسموا امرهم بعد حول اختيار التخصص ومهنة المستقبل. فكونوا واعين ومدركين لأهمية هذه المنحة، واختاروا ميدان التخصص الذي يوصلكم إلى سوق العمل المتغير والمتعطش إلى افضل الكوادر البشرية من اجل ان يستثمرها في التحسين والتطوير. احيي في هذا اليوم الجميل بحضوركم، رئيس الجمعية والقائمين عليها على الإستمرار في تحمل المسؤولية الإجتماعية مهما تعاظمت الحاجات وتراجعت الموارد ، إذ أن مسار الجمعية والمنح التي تغطيها ليست محصورة بطائفة واحدة ولا بجهة سياسية معينة ، بل إنها تغطي جميع مكونات المجتمع اللبناني، وهي تستحق منا كل احترام وتقدير”.
تابع: “أود أن أغتنم هذه المناسبة التربوية الإجتماعية بامتياز للتأكيد على أننا في وزارة التربية والتعليم العالي نعمل في الزمن المستحيل ، وإن مدارسنا الرسمية سوف تفتح ابوابها بداية الشهر المقبل، سيما وان التسجيل لم يتوقف. وادعو جميع مؤسسات المجتمع المدني المسؤولة والناشطة والشخصيات المقتدرة إلى احتضان المدارس الرسمية وتلامذتها، وتوفير شتى اشكال الدعم للتعليم الرسمي ، لكي نتكاتف جميعا ونتضامن ونحمل المدرسة الرسمية لأنها مسؤوليتنا جميعا ، خصوصا في الظروف الصعبة ، وهي المؤسسة التي تستقبل الجميع من دون تمييز وتقدم التعليم للجميع” .
ختم: “أكرر الشكر لجمعية التخصص والتوجيه العلمي على مبادرتها السنوية التي درجت عليها منذ سنوات طويلة ، والتي اضحت محطة ينتظرها الطلاب واهاليهم ، وبوركت الأيدي التي تعطي من دون حساب”.