لقاء جمعية المقاصد: “نحن في المقاصد روّاد مجتمع الخير في لبنان”
دعت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت إلى لقاء إعلامي سلّطت فيه الضوء حول تاريخ وإنجازات ورؤية جمعية المقاصد في مركز ورد المقاصد.
اللقاء جاء برعاية وحضور وزير الإعلام زياد مكاري ونخبة من الوجوه الإجتماعية والثقافية والسياسية والإعلامية.
وكان لرئيس الجمعية الدكتور فيصل سنو كلمة ترحيبية تحدث فيها عن 145 عاماً من العطاء لجمعية عريقة تأسست على يد نخبة من أبناء بيروت، وجرى عرض فيلم حول تاريخ جمعية المقاصد، وعرض لإنجازاتها تلاه كلمة معالي وزير الإعلام ثم غداء على شرف الضيوف.
كلمة الدكتور فيصل سنو
– معالي الوزير زياد مكاري
– سعادة مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة
– سعادة نقيب الصحافة الأستاذ عوني الكعكي
– سعادة نقيب المحررين الأستاذ جوزيف القصيفي
– السيدات والسادة الإعلاميين
– الزميلات والزملاء مجلس أمناء المقاصد،
أيها الحفل الكريم،
أهلاً بكم جميعاً في رحاب جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية.
145 مئة وخمسة وأربعون عاماً هو عمر هذه الجمعية التي أسسها نخبة من أبناء بيروت، لتقوم بدور تربوي تعليمي، واجتماعي، تنموي، وخاصة للفتيات وكانت في أيامها ثورة لإخراج الفتاة من منزلها حيث لم يعتاد أبناء المجتمع إخراج الفتيات من المنزل. لم تقف المقاصد عند هذا الحد فأنشأت بعدها كلية البنات.. وانطلقت في مسيرة لم تخل يوماً من صعوبات كثيرة، وتحديات جسيمة.. وبالعزم والإرادة نجحت المقاصد، ليصبح وجودها ضرورة حيوية في المجتمع اللبناني ككل، بعدها وفي منتصف القرن العشرين حيث نقلت تجربتها إلى القرى والبلدات النائية في البقاع والشمال، ومع مرّ السنوات أضحت شبكة مدارس المقاصد منتشرة في بيروت، والمناطق، تظلل بعطاءاتها التربوية والعلمية كل طامح بالمراتب المتقدمة من مراحل التعليم والتحصيل، فخرّجت خيرة شباب الوطن وصباياه.
وكذلك الحال، في الشأن الصحي والإستشفائي، فمن مبنى متواضع من طابقين في العام 1930 يضم ثلاثة عشر طبيباً وعشر ممرضات، يقدم الرعاية الصحية لمجتمعه، إلى مبنى من ستة طوابق ومرافق تكميلية مجاورة، وعيادات خارجية، لتضع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، في مصاف المستشفيات المتطورة، لتلبية الإحتياجات المتزايدة، وبين العامين 1975 و 1990 تطور بخدماته وعُديّه وعديد العاملين به، ليصبح مستشفى تعليمياً كبيراً، يضم ما يزيد عن 200 سريراً، يدعمه أكثر من 220 طبيباً زائراً ومقيماً و 685 موظفاً تمريضياً وإدارياً، ويخدم ما يقارب الـ 15000 مريض داخلي وأكثر من 50000 زيارة للمرضى الخارجيين سنوياً. هذا بالإضافة إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية، والمستوصفات النقالة في بيروت، والمناطق النائية.
وكما ستشاهدون في الشريط الوثائقي الذي سيعرض عليكم، هناك القطاع الإجتماعي الذي يشمل العديد من المؤسسات والبرامج المتخصصة بتنمية المجتمع بكل شرائحه، لتلبية كل احتياجاته. مركز المقاصد للتعليم المهني والتقني، ورد المقاصد لتمكين المرأة، كشافة المقاصد، وحدة المتطوعين، شؤون المساجد، وإدارة المدافن، وغيرها الكثير من الأنشطة والدورات التي تُنظم بالتعاون مع جمعيات وهيئات مماثلة، محلياً وعربياً ودولياً، وكذلك هناك تعاون مُثمر مع منظمات كالأونيسكو، واليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA وغيرها.
أما جامعة المقاصد بكلياتها الثلاث فقد وجدت كما غيرها من الأقسام لتسد حاجة المجتمع الذي بنته المقاصد. فكلية التمريض التي بدأت بمعهد يسد حاجات المستشفى وتطور ليخرج خريجونا إلى مستشفيات بيروت بأكملها وحتى أن الكثير منهم هاجر ويعمل في دول عربية إلى جانب الأوروبية والأميركية، ويحصل على أعلى الدرجات. كذلك كلية الدراسات الإسلامية التي تخضع اليوم لعملية تطوير وإعادة هيكلية نظراً لحاجة المجتمع لفهم دينه بطريقة صحيحة وفي نفس الوقت ليفهم الآخر. وفي المرتبة الثالثة كلية التعليم ومنها الحصول على دبلومات متخصصة نحن بأمس الحاجة لها في مختلف العلوم.
الإعلام شريك أساسي معنا في كل هذا الجهد، ونتطلّع إلى مزيد من الإهتمام بتسليط الضوء أكثر على دورنا التكاملي كمجتمع مدني، يعمل على سدّ الفجوات التي عجزت الدولة على مرّ السنين عن سدها، نحن في المقاصد رواد مجتمع الخير في لبنان، وهذا شرف نعتزّ به ونفتخر، فكونوا عوناً لنا، وجزءاً من هذا العطاء، كلٌّ من موقعه ودوره.
أشكر لكم تلبية دعوتنا، ونأمل أن تتكرّر لقاءاتنا لما فيه خير مجتمعنا، وعزّة اهلنا في وطننا لبنان.
المكاري
بدوره، قال وزير الاعلام: “ما قصدت المقاصد يوما الا وتحققت مقاصدي. أفتتح كلمتي بهذه الجملة المعبرة في مدرسة المقاصد المعبرة، وانا أعني ما أقول بأنها مدرسة المقاصد وليست جمعية. لأن المقاصد مدرسة بالمحبة والانسانية والعطاء، والاهم انها مدرسة بالوطنية”.
اضاف: “كلنا للوطن، معا نبني الوطن. شعار موجود على موقع المقاصد الالكتروني، إقتبسته لأنه معبر. في هذه الفترة الصعبة من عمر الوطن، لم يعد بإمكاننا معرفة من للوطن ومن عليه ومن معه ومن ضده. وانا خائف من ان نقول قريبا تصبحون على وطن”.
وتابع: “لكن يظل الامل معقود على 3 جيوش، بفضلها يستطيع لبنان ان يتنفس، وهي: أمن عسكري وأمن مالي وأمن اجتماعي. ورغم ازماته الخانقة التي تبدأ بالنازحين السوريين ولا تنتهي برأس الجمهورية المقطوع منذ 331 يوما. في الطليعة هناك جيشنا اللبناني الباسل، وجيش انتشارنا اللبناني المعطاء، وجيش جمعياتنا التي هدفها الاول والاخير هو الانسان، وهي جمعياتنا العريقة والمقاصد واحدة منها”.
وقال: “الجيش اللبناني هو سياجنا. أما جيشنا الثاني فهو مبعث أماننا الاقتصادي، وجيشنا الثالث هو مصدر أمننا الاجتماعي. وجمعية المقاصد هي لواء في جيشنا الثالث”.
اضاف: “نشكر المقاصد على الهبة المالية التي قدمتها الى تلفزيون لبنان والتي اتاحت شراء معدات وتوظيف مترجمين، ستسمح باستحداث نشرة اخبار للصم، وبفضل عكازات المقاصد التي سنتكىء عليها سيكون هناك قريبا نشرات اخبار وستسمع شريحة من اللبنانيين اخبار البلد بعيونها”.
وختم: إبقوا كما انتم تضعون البلد في عيونكم. عاشت المقاصد وعاش لبنان وتصبحون على رئيس.