ما علاقة “كورونا” بصوت السعال؟
أعلن باحثون في إسبانيا عن “تطوير طريقة سريعة وسهلة وفعالة لجهة التكلفة لتحديد شدّة مرض كورونا، اعتماداً على خصائص السعال لدى المرضى، سواء في المنزل أو في أي مكان للرعاية الصحية”.
ويعاني معظم المصابين بكورونا أعراضاً معتدلة، ويتعافون خلال أسابيع، لكن المرض لا يزال يشكل تحدياً صحياً كبيراً، قد يتطوّر لدى البعض إلى مرض أكثر خطورة وإلى التهاب رئوي.
وعلى الرغم من تطور بروتوكولات لتقييم المخاطر التي يتعرض لها المرضى، فإنّ أدوات التشخيص والتنبؤ تعتمد، في المقام الأول، على «طرق غالية الثمن، مثل الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية، وهي غير متاحة في كثير من الأماكن».
ووفق الباحثين، «ثمة حاجة لتطوير أداة تشخيصية أبسط وأكثر سهولة تُمكّن مقدمي الرعاية الصحية من تحديد المرضى الذين تطوّرت حالتهم أو المعرَّضين لخطر الإصابة بمرض شديد، وهذا من شأنه تبسيط عملية فرزهم وتسهيل التدخل المبكر، حتى في المنزل أو في أماكن الرعاية الأولية».
وأجرى الفريق دراسة تعتمد على تحليل أصوات السعال في المراحل الأولية من السعال الناجم عن كورونا، وتفسيرها، وقد أُجريت باستخدام بيانات جُمعت بين نيسان 2020 وأيار 2021 في مستشفى «ديل مار» ببرشلونة، عبارة عن تسجيلات بالهواتف الذكية لأصوات السعال من 70 مريضاً مصاباً بعدوى «كوفيد-19»، جُمعت، خلال الـ24 ساعة الأولى، بعد دخولهم المستشفى. وأجرى الفريق تحليلاً لهذه التسجيلات، وكشفت النتائج عن اختلافات كبيرة في أصوات السعال اعتماداً على شدّة الحالة التنفسية، وهو ما أكدته سابقاً اختبارات التصوير وحاجة المرضى إلى الأكسجين الإضافي.
وتشير النتائج إلى أنه يمكن استخدام هذا التحليل لتصنيف شدّة عدوى كورونا إلى خفيفة، ومتوسطة، وشديدة. وأشار الفريق البحثي إلى أن هذه الطريقة يمكن اعتمادها أداة توقع محتملة وبسيطة، ويمكن الوصول إليها لتقييم خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي الوخيم.
من جانبه، يقول المتخصّص في معالجة الإشارات الطبية الحيوية وتفسيرها، الباحث المشارك في الدراسة الدكتور رايمون جاني: «طوّرنا المنهجية والخوارزميات للتحليل الصوتي لإشارات السعال المجمّعة عبر الهواتف الذكية»، مضيفاً: «باستخدام نموذج إحصائي يُعرَف بالنموذج الخطي المختلط، حدّد الفريق 5 عوامل، بناء على التردّدات الصوتية، أظهرت اختلافات كبيرة في سعال المرضى الذين يعانون مستويات متفاوتة من شدّة المرض وتطوّر الالتهاب الرئوي. وقد تعكس هذه الاختلافات التغيرات التقدّمية في الجهاز التنفسي لدى المرضى».
يتابع: «على الرغم من اقتراح طرق تحليل السعال الصوتي سابقاً لتشخيص أمراض الجهاز التنفسي، لكن الفريق البحثي يهدف إلى اتخاذ خطوة أبعد من خلال التحقيق على وجه التحديد في العلاقة بين الخصائص الصوتية للسعال والمستويات المتفاوتة من شدّة الالتهاب الرئوي لدى مرضى كورونا».