“غولدا” فيلم يتجاهل التاريخ الدموي لرئيسة وزراء إسرائيلية سابقة ويخفي الحقائق
سبق للدراما الأميركية أن قدمت سيرة حياة “غولدا” عبر الفيلم التلفزيوني (امراة تدعى “غولدا”) في عام 1982، والفيلم كان أكثر شمولاً فيما يخص حياة هذه الإمرأة حيث سلط الضوء على حياتها منذ سنوات طفولتها حتى عام 1977.
فيلم “غولدا” من تأليف نيكولاس مارتن وإخراج جاي ناتيف، يجسد شخصية غولدا الممثلة البريطانية هيلين ميرين الحائزة على أوسكار أفضل ممثلة عام 2007 عن أدائها لدور شخصية الملكة إليزابيث في فيلم (الملكة). وقد بدأ العرض التجاري للفيلم تزامناً مع انتصارات حرب اكتوبر/تشرين وتحديداً في الذكرى الخمسين لتحقيق النصر.
براعة هيلين ميرين وقدرتها على تقمص الأدوار التاريخية لم تنعكس على تجسيدها لشخصية غولدا بشكل كبير، صحيح أن ميرين نجمة متميزة ومتابعة وثقتها بنفسها “الواضحة” أقنعتها بأنها تستطيع لعب أي دور ترغب فيه، ولكن دور رئيسة الوزراء المسنة والمتهالكة ليست إحداها بالتأكيد.
لم يستطع الفيلم تسليط الضوء على شخصية “غولدا” الإنسانة، فهي كانت مجرد مدخنة شرهة تملأ منفضة السجائر في المستشفى الذي تخضع فيه للعلاج من سرطان الغدد الليمفاوية، وكذلك غياب ملامح الشخصية الدرامية.
ومن نقاط ضعف الفيلم أن السيناريو جاء وبطريقة غير مباشرة ليبرر الهزيمة الإسرائيلية عام 1973.
وفي جانبٍ آخر يقدم فيلم “غولدا” زعيمة عاطفية تتأمل العصافير والسماء وترغب في السلام وهي صاحبة المقولة الشهيرة (لا يوجد شيء اسمه فلسطينيون).
فماذا لو اتخذ الفيلم الإسرائيلي “GOLDA” عنواناً آخر كـ”هزيمة يوم الغفران”؟
ربما كان ذلك مناسباً أكثر لأحداث الفيلم التي ترصد نحو ثلاث أسابيع من حياة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة الأشهر تعصباً منذ انشاء الكيان الصهيوني.