ارتفع منسوب التوتر على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، الأحد، إلى حد غير مسبوق في المواجهات الحالية المستمرة على الحدود، منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي، وسط حديث عن تصعيد وشيك قد يقود إلى إشعال حرب على هذه الجبهة.
وبخلاف أيام كثيرة من المواجهات على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية التي تنحصر فيها المواجهات زمانيا ومكانيا، كانت المواجهات اليوم واسعة النطاق ومنذ الصباح وحتى بعد حلول الظلام.
ضربات حزب الله
وبدأ الأمر في ساعات الصباح، مع دوي صفارات الإنذار في التجمعات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية.
وبعدها، اتضح أن حزب الله بدأ بشن سلسلة هجمات على المواقع العسكرية الإسرائيلية.
وذكر في بيان أول أنه استهدف ثكنة “زرعيت” الإسرائيلية بقذائف المدفعية، وقال إن “مقاتليه حققوا فيها إصابات مباشرة”.
وفي بيان ثان، تبنى الحزب استهداف تجمعا لجنود إسرائيليين في مثلث الطيحات رويسة العاصي على الحدود “بالأسلحة المناسبة وحقّقوا فيه إصابات مؤكدة”.
وفي بيان ثالث، قال الحزب إنه استهدف قوة مشاة لوجستية إسرائيلية قال إنها كانت بِصدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس في تجمع مُستحدث قرب ثكنة دوفيف، “وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيلٍ وجريح”.
وفي وقت لاحق، ذكر أنه أطلق صواريخ موجهة على جرافة، مما “أدى إلى مقتل طاقمها ووقوع عددٍ من الإصابات المؤكدة بين الجنود الموجدين حولها بين قتيل وجريح”.
هجوم الكورنيت
ولم تذكر إسرائيل حتى الآن أي شيء عن وقوع إصابات في هذه المواقع العسكرية.
لكنها أكدت تسجيل 5 إصابات خطيرة وجرحة من جراء إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من طراز “كورنيت” على إسرائيليين في مستوطنة المنارة الحدودية في الجليل الأعلى.
التصعيد الأبرز
لكن التصعيد الأبرز من جهة لبنان كان في ساعات المساء، حيث أعلنت ما تعرف بـ”كتائب القسام- لبنان” إطلاق 15 صاروخا في رشقة وصلت إلى مناطق بعيدة عن الحدود مثل شمالي حيفا ونهاريا.
وقالت إن ذلك ردا على ترتكبه إسرائيل بحق المدنيين من قتل في غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن جرى إطلاق الصواريخ، متحدثا عن اعتراض 4 منها.
البقاء في الملاجئ
وفي الليل، طلبت السلطات الإسرائيلية من سكان البلدات الحدودية في الجليل البقاء في الملاجئ و بالقرب منها، بسبب حدث أمني لم تكشفه.
الرد الإسرائيلي
ورد الجيش الإسرائيلي على ضربات حزب الله والفصائل الفلسطينية بعمليات قصف على طول الحدود.
وذكرت مراسلة “سكاي نيوز عربية” أن غارة إسرائيلية تستهدفت سيارة مركونة إلى جانب أحد المنازل في حولا
وأفادت بأنه هناك قصفا عنيفا من الجيش الاسرائيلي على أطراف بلدة ميس الجبل وبعض القذائف سقطت بالحي الشمالي قريبة من المنازل.
ونشرت وسائل إعلام لبنانية فيديو يظهر تضرر منزل في بلدة بارون جنوبي لبنان إثر القصف الإسرائيلي وإلقاء قنابل على محيط البلدة.
وذكرت مراسلتنا أن الجيش قصف جنوب بلدة يارون بالقذائف الفوسفورية.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلي أغارت على عدة أهداف تابعة لحزب الله في الأراضي اللبنانية.
وأضاف أن من بين الأهداف التي تمت مهاجمتها بنى تحتية عسكرية كان يعمل فيها افراد حزب الله لتوجيه ضربات لإسرائيل.
وطال القصف إسرائيلي تلال كفرشوبا، وتكرر القصف مرتين في منطقة كفركلا، مما أدى إلى اشتعال النار في أرض زراعية.
حزب الله يعلن مقتل عنصر
أصدر حزب الله بيانا أعلن فيه مقتل أحد عناصره في الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وقال الحزب عن العنصر هو حسين علي حرب من بلدة سحمر في البقاع.
وبذلك، يرتفع عدد قتلى الحزب منذ بدء المواجهات مع إسرائيل إلى 72 قتيلا.
الجيش الإسرائيلي يرد على حديث “العقلانية”
ورد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على تصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، التي قال فيها إنه “مطمئن إلى عقلانية حزب الله” في المواجهات الحالية.
وقال المتحدث إن عناصر “حزب الله أطلقوا صواريخ ضد مدنيين إسرائيليين من شركة الكهرباء لتصيب عندهم”، معتبر أن الأمر “هجمة إرهابية غير عقلانية استهدفت المدنيين وتخاطر بلبنان كدولة. أعتقد انه يجب على رئيس الحكومة اللبنانية الا يكون مطمئنًا بعقلانية أفعال حزب الله”.
تزايد مؤشرات الصدام الكبير
وظهرت مؤشرات السبت تشير إلى احتمال اندلاع حرب أو صدام كبير على هذه الجبهة.
وشنت إسرائيل، صباح السبت، أول غارة في العمق اللبناني منذ بدء تبادل القصف مع حزب الله والفصائل الفلسطينية.
وخلال جولة على الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، السبت، إن حزب الله يقترب من “ارتكاب خطأ كبير”.
وهدد بأن ذلك سيؤدي إلى “تحويل بيروت إلى غزة ثانية”.