ضابط إسرائيلي يفضح كذب الإعلام الإسرائيلي
كتب عوني الكعكي:
كانت إسرائيل سابقاً تتباهى وتفتخر بأنّ إعلامها لا يقول إلاّ الحقيقة، وأنّ مشكلة العرب أنهم يأتون بأخبار معظمها مجبول بالكذب.
هذه القاعدة تغيّرت خصوصاً بعد عملية «طوفان الأقصى» التي غيّرت كل تلك الادعاءات حيث أصبح الاعلام الاسرائيلي كذب بكذب، وإعلام حركة «حماس» هو الذي يبث الأخبار الصادقة. وللتدليل على صحّة ذلك وقع بين أيدينا شريط ڤيديو مسجّل بالصوت والصورة لضابط في الجيش الاسرائيلي اسمه كريس جوش Chris Josh، فماذا قال:
«إسرائيل تتجاهل أعداد قتلاها وجرحاها… وتعتّم على ما أصابها من خسائر بعد عملية «طوفان الأقصى»… لقد قتل ما لا يقل عن 300 جندي إسرائيلي وأصيب أكثر من أحد عشر ألفاً، ودمّرت مئات الدبابات والمركبات والعربات المصفحة.
الاسرائيليون يهاجمون أشباحاً وقوى خارقة.. يقاتلون أناساً يخرجون الى القتال بسراويل «أديداس» و»الشباشب» أو يخرجون حفاة. لكن المقاومين يقاتلون بحماس وإرادة وإيمان وقوة مرعبة. الناس في إسرائيل حزانى غاضبون…
إنهم يغادرون إسرائيل الى الأبد ولا يلتفتون وراءهم. السلام هو الوسيلة الوحيدة للعيش بأمان. إذ لا يمكن لقوة حتى ولو كانت أميركية أن تحارب أشخاصاً أشباحاً تحت الأرض، فإسرائيل لا تعرف الى أين ستنتهي هذه الأنفاق.
الى ذلك، يتطلع الاسرائيليون الى فتح جبهة أخرى في الشمال ضد حزب الله، ونسوا أنّ هذا الحزب يمتلك أسلحة دقيقة، ومقاتليه تدرّبوا جيداً في سوريا وفي أمكنة أخرى، وهم لا يهابون الموت.
ألا يعرف الاسرائيليون ماذا ينتظرهم؟ إن من الغباء ألا يعرفوا هذا؟
أعتقد أيها الاسرائيليون ان غروركم أعماكم… أنا مثلكم كنت متكبّراً ومتعجرفاً، لكنني عدتُ الى الواقع.
نحن كإسرائيليين نعتقد اننا شعب الله المختار.
لكن توصلتُ الى قناعة أساسها التواضع والعودة الى الواقع.
نحن لا يمكن أن ندوس الحشرات لأنّ فيها أرواحاً، فكيف نقرّر إزالة شعب بكامله… هذا هراء.
إنّ الله سوف يذلكم، إذا لم تحافظوا على كرامة الشعب الفلسطيني..
بالنسبة لي، لا أريد أن أرى أحداً يعاني ويُذَلّ، أما أنتم فأرجو أن تتعظوا وتعودوا الى رشدكم…».
وما دمنا نتحدّث عن الكذب الذي بثته إسرائيل ارتأينا أن ننشر مقابلة مع ضابط إسرائيلي الذي يعتبر المتحدث الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي وهو أفيخاي أدرعي، وهو مقدّم في الجيش الاسرائيلي، يشغل منصب رئيس قسم الاعلام العربي والناطق باسم الجيش الاسرائيلي… سألته المذيعة: لماذا لا تسمحوا للرهائن الذين أطلقتهم حركة حماس بالتحدث الى الاعلام؟ فكان جوابه: «إنّ الحالة النفسية للرهائن هي حالة صعبة، وحرصاً عليهم فإننا نتعامل مع هذا الواقع، وربما في المستقبل سنسمح لهم بالتحدث الى الإعلام».
على كل حال: تبرير أدرعي غير مقنع خصوصاً أنّ الأسرى الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم يتحدثون الى الاعلام. والمصيبة ان معاملة الجيش الاسرائيلي لهؤلاء الأسرى كانت معاملة غير إنسانية من: تجويع وضرب وعدم السماح لهم بالنوم، علماً بأنّ عدداً كبيراً من الأسرى سجنوا من دون محاكمة، وهذا هو الحد الأدنى من حقوق الانسان.
السجون الاسرائيلية تعتبر قبوراً وليست سجوناً.. وهناك الكثير الكثير من عمليات التعذيب تجري فيها، ويتعرض فيها الأسرى خاصة الأطفال والنساء لأبشع معاملة وأقساها… وهذا أصبح معروفاً للعالم كله… فالحمد للّه جاءت حركة حماس لتنقذ هؤلاء الأسرى المعذبين الذين ينطبق عليهم القول: إنهم كانوا أمواتاً وعادوا الى الحياة من جديد.