كتب عوني الكعكي:
من يتابع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين بدءاً من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي يقول فيه إنّه لا يريد أن يتوصّل الى أي اتفاق مع حركة “حماس”، وإنّه يريد أن يزيل حركة “حماس” من الوجود ويسحقها، وإنّه عندما تنتهي مرحلة تبادل الأسرى سيعود الجيش العبري بعمليات عسكرية لإنهاء “حماس” تكون أشد عنفاً وأكثر هولاً من ذي قبل.
كذلك هي الحال بالنسبة لشركاء نتانياهو في “كابينت” الحرب الذين أعلنوا عن استعدادهم للعودة الى الحرب فور انتهاء هدنة تبادل الأسرى.
كذلك صرّح وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير خلال إعلان موقفه مما يجري تداوله بشأن صفقة شاملة قائلاً: “إنّ أعضاء حزبه الستة سيتركون الائتلاف الحكومي إذا تمّ وقف الحرب”.
كذلك ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” التي تصدر باللغة العبرية ان “أهم هدف عندهم هو القضاء على حركة “حماس”، وأنّ أي صفقة ينتج عنها بقاء “حماس” ستؤدي الى مزيد من الكوارث وستتكرر كارثة 7 أكتوبر، وتعتبر انه إذا تمّت صفقة أو أي اتفاق مع “حماس” فإنّ ذلك يعني انتصاراً لحركة “حماس”. لذلك يجب أن لا نوافق على أي صفقة”..
كذلك فإنّ حزب “قوة يهودية” وعد بأن لا يكون في أي حكومة تسمح ببقاء حركة “حماس”.
اما وزير المالية بتسلايل سموتريش من حزب “الصهيونية الدينية” فأعلن عن رفضه اقتراح وقف الحرب، ويعتبر انه لو حصل مثل هذا الاتفاق سيكون نهاية إسرائيل.
يبدو ان هناك بعض الاسرائيليين لا يزالون يعيشون في تاريخ ما قبل تاريخ 7 اكتوبر.. أي انهم لا يزالون يظنون ان دولة إسرائيل والجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، والأهم طائرات الفانتوم والـ(F14-15) وF32، وأنّ ترسانة السلاح الموجودة في إسرائيل يمكن أن تحمي إسرائيل، وأنّه لا يمكن لأي قوة في العالم أن تهز هذه الدولة القوية الجبارة..
إنّهم يتناسون ان يد الله هي فوق الجميع، ولا يعلمون ان أهل فلسطين الحقيقيين وهم العرب… هؤلاء أبطال تاريخياً.
صحيح ان كل دول العالم تآمرت على الفلسطينيين من “وعد بلفور” الى “مؤامرة 1948”، وإجبار الفلسطينيين على النزوح من أراضيهم وبيوتهم على أمل ان الجيش العربي سوف يحرّرهم، ثم الى هزيمة عام 1967 يوم احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وصحراء سيناء في خمسة أيام.
تناسوا ان الجيوش العربية بعد 7 سنوات من هزيمة 1967 أعدّوا العدّة واستطاعوا أن يهزموا إسرائيل.. وتمكنت مصر من استرجاع سيناء. أما سوريا فلا تزال تنتظر عودة الجولان، والاردن استعاد وادي عربة.
اليوم جاء دور الفلسطينيين ليحرروا فلسطين، وهذا ما حدث في 7 اكتوبر… أبطال عملية “طوفان الأقصى” علّموا الجيش الاسرائيلي درساً لن ينساه في مسيرته:
– فخلال ساعتين سقط جدار الحماية الذي كلف 3 مليارات من الدولارات.
– وخلال ساعتين سقطت 42 مستوطنة ومستعمرة في يد أبطال غزّة..
– وخلال ساعتين أسر أبطال المقاومة في غزة 300 يهودي بين جنود ومواطنين من 17 جنسية مختلفة.
الأهم من العملية هذه، أنّ بنيامين نتانياهو كان يقول دائماً إنه يريد أن يقضي على حركة “حماس”.
نقول له: إذا كان تدمير بيوت أهل غزّة يُعْتبر انتصاراً فإنّ هذا غير مهم، لانه وبعد 50 يوماً من القصف والتدمير وحرب الإبادة التي يشنها على غزة لم تستطع أن يعرف لغاية اليوم من يقاتل، واعترف كبار القادة الاسرائيليين انهم يحاربون أشباحاً.
وماذا عن الـ250 دبابة “ميركاڤا” التي تعتبر أهم دبابة في العالم، والتي تبلغ كلفتها 7 ملايين دولار… فإنّ أبطال غزة يدمرون دبابات إسرائيل بقذيفة تبلغ كلفتها 300 دولار فقط لا غير.
في النهاية نقول لنتانياهو ونحن ندرك ان قرار الحرب سيقضي على حلم اليهود بأرض الميعاد، وسيكتشف اليهود ان هذه هي فلسطين وهي للفلسطينيين لا لليهود كما يدّعون مهما طال الزمن.. والأيام بيننا.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*