لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، نظّمت “جمعيّة عدل ورحمة” بالتّعاون مع قوى الأمن الدّاخلي احتفالين في مبنى المحكومين ومبنى الأحداث في سجن رومية المركزي، تضمّنا محطّات روحيّة وفنيّة، وألقى في خلالهما نزلاء السّجن المشاركين قصائد وكلمات من وحي الأعياد وروحانية الميلاد، عبّرت عن فرحهم بالعيد وفي الوقت نفسه عن معاناتهم واحتياجاتهم.
كما تحدّث الأب الدكتور نجيب بعقليني، رئيس “جمعيّة عدل ورحمة” مخاطبًا نزلاء السجن بكلمات رجاء وأمل من وحي ولادة من هو الحياة والنجاة والسلام، وعبّر عن تضامنه معهم في هذه الظروف التي تمر بها البلاد، ومثنيًا على تعاونهم مع فريق الجمعيّة، الذي يعمل على خدمتهم جميعًا من دون تفرقة.
وأكّد الأب بعقليني أن الجمعية تتابع ملفّات السّجناء لدى الدّوائر المعنيّة من قانونيّة واستشفائيّة ولتأمين بعض الحاجات الأساسية، وأسف لتدهور الأوضاع العامة في لبنان بسبب الإهمال، وطالبهم بالعودة إلى الذات والاحتكام إلى ضمائرهم من أجل تخفيف معاناة نزلاء السجن، مركّزاً في كلمته على أهميّة العدالة والرحمة رغم افتقاد لبنان إلى العدالة والعدل، “ولكن الله الخالق منح القوّة لبعض النّاس أو أغلبهم ووضع الرحمة في قلوبهم.” وتابع: “الجمعيّة على تواصل دائم وفي المناسبات كافّة مع نزلاء السجن لتقديم المساعدة القانونيّة والاجتماعيّة والنفسيّة والصحيّة ومرافقتهم في بعض النشاطات وتأهيلهم لعودتهم إلى الحياة خارج السجن مزودين بالأمل”، مثنياً على الوقفات الروحيّة والإنسانيّة التي قدّمها السّجناء من الطّوائف المختلفة النّابعة من قلوبهم ومن معاناتهم، وتنمّ عن عمق فهمهم لمعاني عيدَيّ الميلاد ورأس السنة. وشكر الأب بعقليني قوى الأمن الداخلي لتسهيلهم إجراء هذين الاحتفالين في مبنى المحكومين ومبنى الأحداث وعلى حضورها ومشاركتها.
بدوره تحدّث الأب أنطوان صعب، أمين صندوق “جمعيّة عدل ورحمة”، عن معاني الميلاد ورموزه، ودعا النّزلاء إلى التّضامن والمحبّة في ما بينهم وتكثيف التّواصل من أجل تخفيف التّشنّج والتّعب والإرهاق، ومساندة بعضهم البعض قدر المستطاع.
بعد ذلك أنشدت المرنِّمة الدكتورة لينا رياشي من “جمعيّة عدل ورحمة” أناشيد ميلاديّة وشاركها النّزلاء الغناء وسط أجواء من الفرح.
في الختام وزَّعت الجمعيّة الحلوى والهدايا على نزلاء السّجن الذين شاركوا في الاحتفالين.