وسطَ القصف.. كيف يعيشُ جنوب لبنان أجواء الميلاد؟
نشرت وكالة “فرانس برس” تقريراً تحدثت فيه عن أجواء عيد الميلاد في جنوب لبنان رغم التوتر المتصاعد هناك إثر الحرب الدائرة بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين تقريباً.
وجاء في التقرير التالي:
يعيش سكان بلدات جنوب لبنان اليوم مشاعر متضاربة بين الخوف من خطر القصف الإسرائيلي من جهة، وبهجة أجواء عيد الميلاد التي اعتادوا عليها في هذا الوقت من كل عام بسلام، من جهة أخرى.
رحل كثير من أهالي الجنوب من بلداتهم منذ أن بدأت إسرائيل قصف المنطقة، وفي الوقت ذاته، أصرت عائلات عديدة على البقاء رغم الخطر.
يطال القصف المدفعي والغارات الجوية الإسرائيلية أطراف بلدة القليعة، الواقعة على مسافة أقل من 5 كيلومترات من الحدود، وتحيط بها السهول الخضراء وأشجار الزيتون.
فكيف يحتفل سكان بلدات الجنوب بعيد الميلاد في ظل توتر الوضع الأمني هذا العام؟ وماذا يقول الأهالي؟ وهل عاد المغتربون لزيارة أقربائهم مثلما يحدث كل عام؟
الأب بيار: يجب أن نعيش فرح العيد
في كنيسة بلدة القليعة في جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل، يحض الأب بيار الراعي الأهالي على الحفاظ على روح عيد الميلاد، رغم التوترات التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة.
ويقول الراعي أثناء ترؤسه القداس في كنيسة مار جرجس- القليعة، أمام عدد من سكان البلدة، وغالبيتهم من المسنين والأطفال: “من المؤكد أننا منزعجون من الحرب ومتضايقون، منذ 3 أشهر تقريبا”.
وأضاف: “ما دمنا أخذنا القرار بالصمود في البلدة، وفي القرى الحدودية بالجنوب، يجب أن نعيش فرح العيد”.
القليعة تحتفل بنصف سكّانها
يؤكد الأب أنطونيوس فرح في الكنيسة حيث أقيمت مغارة ميلادية كبيرة، أن سكان المنطقة الحدودية اعتادوا على “الأوضاع غير السليمة”، مضيفاً أنه رغم “الصعوبات التي نمر بها هذه الأيام، قررنا هذه السنة عيش الميلاد كالعادة”.
وأضاف: “نحنا ملتزمون عيش العيد، ومن خلال الصلوات والاحتفالات التي نقيمها ولو كانت أقل من كل السنوات. نصلي من أجل السلام”.
ويقول الأب فرح، إن “تقريبا 60% من سكان البلدة ما زالوا موجودين فيها”، مشيرا ًإلى أن المغتربين لم يعودوا إلى القليعة لتمضية فترة الأعياد.
ويؤكد أن السكان اعتادوا أصوات القصف ويمضون في أعمالهم اليومية خلال النهار. ويضيف: “نحن لا نحب الحرب أبداً”.
ميسا: نحاول أن نعيش أجواء العيد
في قاعة مجاورة لكنيسة القليعة، تقول ميسا نهرا (25 عاماً)، وهي مسؤولة عن النشاطات الترفيهية والاجتماعية للأطفال في الرعية: “نحن أكيد في ظروف استثنائية حالياً”.
وتضيف – وهي تساعد فتيات صغيرات على تزيين شجرة الميلاد -: “لكن رغم تحديات هذه الظروف والحرب المحيطة بنا، نحاول قدر الإمكان أن نعيش أجواء العيد”.
وتقول: “حاولنا قدر الإمكان أن نبقى مستمرين بأنشطتنا الرعوية بصورة متتالية، نحاول في هذه الظروف عيش أجواء العيد ببساطتها”.
احتفال تحت القصف
تأمل سوزي سلامه، البالغة من العمر 47 عاما، التي نصبت شجرة ميلاد كبرى في منزلها في القليعة، في أن يحمل العيد الأمل والسلام إلى هذه المنطقة التي لطالما عرفت التوترات.
وفي حديثها عبر “فرانس برس”، قالت سلامه: “نحاول عيش عيد الميلاد بكل معانيه، نحاول عيشه بمحبة وبسلام، رغم كل الظروف المحيطة بنا”.
ليلى: لا نشعر بالعيد أبداً.. لكن لن نغادر
في منزلها القريب من الكنيسة، تقول ليلى ونّا، وهي ربة منزل تبلغ 67 عاما وتجلس مع زوجها قرب شجرة الميلاد الكبيرة المزينة: “لا نشعر بالعيد أبداً”.
تضيف: “إنما من عاداتنا أن نضع المغارة”، مشيرة إلى أن أيا من أولادها الذين يقيم قسم منهم في بيروت وقسم آخر خارج لبنان، لن يمضي العيد في القليعة.
وتختم: “نحن باقون في منزلنا، لن نغادر حتى لو كنا سنموت فيه”. (بلينكس – فرانس برس)