من هو صالح العاروري الذي أقلق إسرائيل ودفعها إلى استهدافه في قلب الضاحية؟!
استشهد مساء اليوم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بعد ما استهدفت مسيرة اسرائيلية معادية مكتبه في المشرفية قرب “حلويات الشرق”.
فمن هو صالح العاروري؟!
مع بداية عملية “طوفان الأقصى”, رفعت الإدارة الأميركية مكافأة الإدلاء بمعلومات عن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري من 5 إلى 10 ملايين دولار، حيث تعتبره إسرائيل المطلوب الأول من قيادات حماس خارج غزة، وقامت باقتحام بيته في الضفة الغربية.
وكانت إسرائيل قد أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري، الذي اتهمته أنه كان على علم مسبق بتفاصيل الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من هذا الشهر، وكذلك لأنه حلقة وصل بين الحركة من جهة وإيران وحزب الله اللبناني من جهة ثانية.
وصالح محمد سليمان الملقب بـ “العاروري” نسبةً إلى بلدته عارورة التي تبعد نحو 20 كلم عن مدينة رام الله، من أبرز قياديي حماس، اعتُقل لمدة 15 عاماً في سجون الاحتلال، ثم تم إبعاده عن فلسطين، ومتزوج وله ابنتان ويعيش الآن في لبنان.
ولد العاروري عام 1969، ويعد من الرعيل الأول لحركة حماس التي أصبح أحد قيادييها في العشرينيات من عمره، وفي العام 1990، تعرض لأول اعتقال له، وكان اعتقالًا إدارياً (يستمر 6 شهور ويجدد).
ومع الاعتقال الأول للعاروري عرف الطريق إلى النشاط المسلح، وبعد خروجه بدأ العمل بسرية، ولكن تم اعتقاله مجدداً عام 1992، وألقي القبض على «صالح العاروري» ليواجه عدة اتهامات وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، لم يتوقف عن عمله المسلح من داخل السجون، فكان يمتلك شبكة علاقات ضخمة وكبيرة ساعدته على أن يدعم تحركات مسلحة وهو قابع داخل السجون، ليحكم عليه بالسجن للمرة الثانية لخمس سنوات أخرى، استمر حبسه لنحو 15 عاماً، ومن ثم خرج إلى الحياة من جديد بالتحديد في عام 2007، فور خروجه أصدرت قوات الاحتلال قراراً بنفيه خارج البلاد.
نفته إسرائيل إلى سوريا
نُفيَ العاروري إلى سوريا، إبان الصورة السورية 2011، وبدأ باستغلال شبكة علاقاته في دعم المجموعات المسلحة داخل فلسطين ضد إسرائيل، وقد نجحت حركة حماس من خلال ذراعها المسلحة في تنفيذ عملية خطفت لثلاثة مستوطنين قرب الخليل، حينها خرج العاروري ليعلن مسؤوليته عن العملية، ووصفها بأنها «عمل بطولي»، لتبدأ ملاحقته دولياً، بعد تلك الواقعة بنحو 3 سنوات.
وفي عام 2017 تم انتخابه لمنصب نائب رئيس الحركة، واستمر العاروري في عمله المسلح، وبعد معركة «سيف القدس» في 2021، وتبعها جولة القصف الصاروخي الذي نفّذته الحركة، تم تسلط الأضواء أكثر تجاه العاروري ودوره الإستراتيجي والعسكري داخل الحركة.
وتقول الوثائق الأمريكية المتعلقة بهذا الإجراء إن العاروري أدار العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية.
علاقات مع إيران
ويرى البعض أن إبعاده كان أشد خطراً على إسرائيل لا سيما وأنه سعى إلى تطوير عمله في الخارج من خلال إقامة علاقات مع إيران التي زارها أكثر من مرة وميليشيا حزب الله والفلسطينيين في الخارج كما إنه المسؤول عن صياغة معادلة الربط بين الساحات.