د. حمد الكواري:
أليس صمت منظمة اليونسكو ينهي مبرر وجودها؟!
(اللهم صبراً كصبر وائل الدحدوح)
مضرب مثل
لم نسمع من المديرة العامة لليونسكو التي وصلت بأصوات العرب عن استنكارها لتدمير المؤسسات التعليمية وقتل الأطفال والصحفيين وتدمير التراث!
هناك أشخاص يتحولون إلى أيقونات ورموز لقيم، تبوح بذلك الأزمات والحروب فيصيرون كالأمثال السائرة. غدًا يقولون “كن صبورًا كصبر “وائل الدحدوح” فقد تحوّلت مأساته إلى حالة إنسانية فريدة عبر تاريخ الحروب وتمثل مأساة الشعب الفلسطيني.
فعلى مرّ الوجع الفلسطيني كنا نقول إن قصائد محمود درويش وشعراء المقاومة الفلسطينية وَشَمت ذاكرة القضية الفلسطينية، أما الان فإننا نرى في أيقونة “الدحدوح” قصيدة شامخة على أرض الواقع.
كيف لرجل أن تضربه الزلازل من كل صوب ويبقى صامدًا كجبل لا يتصدّع؟! إن مأساته الإنسانية تمثل العدوان على الابن والبنت والوالدين والأخ والأخت والطفل والأسرة وحرية التعبير والقيم الإنسانية.
لم نسمع من المنظمات المعنية بهذه القيم بيان واحد!
وأهم هذه المنظمات المسؤولة عن هذه القيم وبصورة خاصة التعليم والطفل وحرية التعبير والتراث منظمة اليونسكو. لم نسمع صوت مديرتها العامة أودري أزولاي التي وصلت المنصب بأصوات العرب إنها تتحمل المسئولية التاريخية في تجميد دور المنظمة في قضايا ذات صلة بأهم اختصاصاتها.
حتى الان لم نقرأ لها تعليقاً ولا كلمة تذرّ الرماد في العيون منذ بداية العدوان حتى الآن،
رقم قصف المنشآت التعليمية وتدميرها،
وقتل الآلاف من الأطفال،
وقتل العشرات من الصحفيين،
بل قتل أسرهم وأطفالهم وأقاربهم لمجرد أنهم صحفيين،
فضلًا عن تدمير التراث والآثار والمباني التاريخية وكل ذلك من أوكد اختصاصات اليونسكو.
ماذا تنتظر اليونسكو وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية حتى تصدح بالحق ونسمع صوتها!
أليس صمتها ينهي مبرر وجودها؟
أليس صمتها ظلمًا للقيم الإنسانية -التي يُفْتٓرٓص أنها أُسست للمحافطة – عليها وإيذاناً بخرابها؟!
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية