خلية من “الموساد” في لبنان وهذه أهدافها!
كشف علي أبو ياسين رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان في حوار خاص لـ”عربي بوست”، يوم الإثنين, أن “الجيش الإسرائيلي وبعد “طوفان الأقصى” قام بتشكيل خلية مشتركة من الموساد والشاباك لرصد واغتيال قادة المقاومة الإسلامية في لبنان”، مشيراً في الحوار كذلك إلى أن “قوات الفجر، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية يقوم بالتنسيق مع كل من حركة حماس وحزب الله في لبنان من أجل استهداف الجيش الإسرائيلي”.
جاء حوار علي أبو ياسين مع “عربي بوست” على هامش مشاركة رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في مؤتمر “الحرية لفلسطين”، الذي انطلق في مدينة إسطنبول التركية، بحضور مئات الشخصيات العربية والغربية.
وأضاف, “بداية، الجماعة الإسلامية وكل لبنان وحركات المقاومة في لبنان كانوا سباقين على مستوى العالم منذ طوفان الأقصى، وكان القرار قراراً تاريخياً، أن يكون قرارهم المشاركة في الحرب بكل فاعلية، وأن يكونوا ليس فقط في موقع الحياد وموقع الإسناد، بل في موقع الشراكة الحقيقية في الحرب على الجيش الاسرائيلي وإشغال جزء كبير من الجيش الاسرائيلي الإسرائيلي، وإسهام بالضغط على الجبهة الداخلية وإفراغ كل المستوطنات الموجودة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، وكانوا شركاء وكان بين الفينة والأخرى وفي كل الأوقات، يتوقع اللبنانيون أن يقوم العدو الصهيوني بتوسيع عدوانه العسكري على لبنان”.
وتابع ياسين, “الذي حصل، أن الجيش الاسرائيلي بُعيد هجوم طوفان الأقصى الذي قامت به حركة حماس، على إسرائيل، قام بتشكيل وحدة أمنية مشتركة بين الموساد والشاباك، للعمل داخل لبنان، لعملية استهدافات أمنية لقيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكافة قادة المقاومة الآخرين، وتعمل بشكل فاعل في لبنان، ولذلك نعتبر نحن أن الذي حصل باستهداف الشيخ صالح العاروري ورفاقه، الذين لا يقلون أهمية عن الشيخ صالح في المقاومة، نتكلم عن الأخ سمير فندي، وعزام الأقرع، ونتكلم عن غيرهم من قيادات القسام في الضفة الغربية، وفي إقليم الخارج، قيادات من الطراز الأول، كان خسارة كبيرة، لكن في الوقت نفسه نحن نقول إن هذه الحركة المباركة ولادة بالقيادات”.
واستكمل, “أي عمل مقاوم، لا بد أن يكون له عمل استخباراتي وأمني، يتابعه في كل مكان، حتى يقوم بعمليات وقائية، ولذلك من خلال المتابعات علمنا بالدليل القاطع الذي توفر لدينا، إن خلايا الموساد والشاباك تعمل بشكل فاعل في لبنان بالشراكة مع الشاباك”.
ولفت ياسين إلى أن, “التنسيق نوعان، التنسيق مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، هو تنسيق على مستوى تنظيمي، على كل المستويات التنظيمية، لأن الساحة اللبنانية هي ساحة فريدة بخلاف غيرها من الدول الأخرى، الفلسطيني اللاجئ إلى لبنان، تم احتضانه من الشعب اللبناني وأصبح هناك شبكات وعلاقات، صعب معها أن تفصل بين اللبناني والفلسطيني، فالتنسيق مع القسام وحركة حماس هو تنسيق عمودي، أما التنسيق مع حزب الله فهو تنسيق ميداني، لضرورات الميدان؛ لأنك على خط المواجهة أنت وحزب الله في نفس الوقت وأمام نفس العدو وفي نفس البلد، ولا يمكن لأحد أن يتفرد بالقرار؛ لأنه سوف يؤذي الآخر إذا تفرد بالقرار، وهذا التنسيق من أبسط الأمور، أنت تتكلم عن مواجهة جبهة فيها الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، فمن أقل الأمور وبديهيات الأمور أن يكون العاملون على خط المواجهة في تنسيق ميداني”.
وأردف, “لن يتسبب في أزمة سياسية في لبنان بالمطلق، لأن العمل المقاوم هناك موجه في المقام الأول ضد العدو الصهيوني، فهو عدو معتدٍ ومحتل للأراضي اللبنانية، وكذلك اسرائيل متسبب أساسي في الأزمة السياسية والكارثة الاقتصادية التي تحل بلبنان.. بدون شك فيه تواصل مع الحكومة، والحكومة بطبيعة الحال لا توافق على أي عمل عسكري خارج نطاق مؤسسات الدولة وهو الجيش، لكن أنت لابد أن تقوم بهذا العمل وأن تجد البيئة الآمنة لهذا العمل ما استطعت”.
وتابع, “في عام 1992 كان للجماعة الإسلامية كتلة نيابية من 3 نواب، فتحي يكن في طرابلس، وزهير العبيدي في بيروت، وأسعد هرموش في الضنية، كان هذا انتشاراً كبيراً بين مناطق سنّية أساسية، بيروت وطرابلس والضنية، وكان هذا بعد انتهاء الحرب الأهلية وقبل بزوغ “عاصفة” الرئيس رفيق الحريري (تيار المستقبل) على الساحة السنّية، من الشمال إلى الجنوب والبقاع مروراً ببيروت.في انتخابات 2022 النيابية استطاعت الجماعة الإسلامية انتزاع كرسي في البرلمان عن محافظة بيروت بعد فوز النائب عماد الحوت، وعلى الأرض للجماعة تنسيق وحوار مع أغلب الأحزاب اللبنانية بمختلف طوائفها”.
وأضاف ياسين, “أما بخصوص قوات فجر، الجناح العسكري للجماعة الاسلامية في لبنان، فبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في يونيو/حزيران 1982، واحتلال المناطق اللبنانية انطلاقاً من الجنوب وصولاً إلى بيروت، تشكّلت قوات الفجر، وكانت في البداية عبارة عن فرقة من الشباب المنتمين إلى الجماعة الإسلامية في مدينة صيدا الجنوبية، ثم انتقلت بعدها إلى بيروت وطرابلس”.
وأردف, “نفّذت قوات الفجر العديد من العمليات العسكرية، تحديداً في مدينة صيدا ومنطقتها، أدّت إلى سقوط أعداد من ضباط الجيش الاسرائيلي وجنوده، ولعلّ أبرز العمليات التي قامت بها تلك التي قُتل فيها القائد جمال الحبال مع مجموعة من جنوده، في مواجهة لواء غولاني.
وختم ياسين, “بعد طوفان الأقصى برز اسم قوات الفجر من جديد؛ حيث نشرت وسائل إعلام تابعة للجماعة الإسلامية في لبنان الكثير من البيانات المصحوبة بمقاطع فيديو توثق نشاط الجناح العسكري المسلح لها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة