الأسد يعين كفاح ملحم خلفاً لمدير الامن علي المملوك
أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد سلسلة تغييرات على مستوىً عالٍ في بنية الأمن السوري، طاولت رجل النظام الأقدم ورئيس الأمن الوطني علي مملوك.
وقالت حسابات عسكرية موالية للنظام إن الأسد عيّن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية كفاح ملحم مديراً لمكتب الأمن الوطني بدلاً من علي مملوك الذي جرى تعيينه كمستشار أمني للأسد، ما يعني عملياً انتهاء دور مملوك في قيادة الأمن السوري التي استمرت لأكثر من 10 سنوات، إذ إن منصب المستشار هو منصب فخري من دون صلاحيات.
وشملت التغييرات الأمنية نقل اللواء كمال الحسن من منصبه كنائب لرئيس شعبة المخابرات العسكرية، وتعيينه رئيساً لها خلفا لملحم.
وأرجعت الحسابات سبب نقل مملوك من رئاسة الأمن الوطني وتعيينه كمستشار أمني للأسد، إلى سوء حالته الصحية مؤخراً.
ومملوك، هو أحد الرجال القلّة الذين اعتمد عليهم الأسد الأبن بثقة كبيرة منذ بدء الحرب على سوريا، وهو آخر المتبقين من رعيل الأسد الأب. وعيّنه الأسد مع بداية الثورة السورية في رئاسة مكتب الأمن الوطني خلفاً لهشام بختيار الذي قُتل بتفجير خلية الأزمة الشهير وسط العاصمة دمشق، في 2012.
وتنقل مملوك في عدد من المراكز الأمنية الرفيعة منها نائب رئيس فرع المخابرات الجوية، ثم رئيس جهاز المخابرات العامة في 2005، وهو مدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية، كما صدرت بحقه مؤخراً مذكرة اعتقال غيابية للمثول أمام محكمة جنايات فرنسا في أيار/مايو 2024، بتهم تورّطه في ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب مع ضباط آخرين.
أما كفاح ملحم، فقد أًصدر الأسد قراراً نهاية 2023، بالتمديد له في رئاسة شعبة المخابرات العسكرية للمرة الرابعة منذ تسلّمه للمنصب خلفاً للواء محمد محلا في آذار/مارس 2019، حيث كان يشغل منصب نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية.
وملحم، المنحدر من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس، وهو من الطائفة العلوية، مُدرج على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية والبريطانية والكندية، بسبب الانتهاكات الجسيمة والجرائم التي مارسها بحق السوريين منذ 2011، كما وصفته الخارجية الأميركية ب”أحد مهندسي معاناة السوريين”.
وبدأ ملحم مشواره الأمني في “الحرس الجمهوري” وكان ضابط الارتباط الذي يعتمد عليه شقيق بشار الأسد الأكبر، باسل الأسد، قبل أن يُنقل إلى شعبة المخابرات العسكرية بعد موت باسل في 1994.
وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، فإن ملحم كان يشرف شخصياً على مرافق الاحتجاز التي وقعت فيها انتهاكات لحقوق الإنسان، قبل تعيينه في منصبه الحالي. وقالت إنه تولى قيادة فرع المخابرات العسكرية السورية 248، وأشرف على تعذيب وقتل العديد من المعتقلي