د. حمد الكواري: “ميثاق الأسرة” يعزّز دعائم الأسرة، فلنعمل على تنفيذه ورعايته…
حبي لأهلي وأولادي وعائلتي
ومن يلوذ بأهلي حب ذي شيم
أحمد شوقي
تمثل الأسرة النواة الأساسية للمجتمع، إذ لا وحدة أو استقرار لأي مجتمع من المجتمعات ولا نهضة أو تقدّم إن لم تكن الأسرة مترابطة ومتحابة.
وقد سعدت بحضور تدشين “ميثاق الأسرة” تحت شعار “الأسرة ثروة وطن” بدعوة من سعادة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة السيدة مريم بنت علي المسند
وحضرت مع الإخوة والأخوات أصحاب السعادة الوزراء،
للتوقيع على هذا الميثاق، فمن منّا يمكنه أن يتأخّر عن نداء مثل نداء الأسرة؟
إن تارخ مجتمعنا القطري يشهد في جميع منعطفاته على منزلة الأسرة، وتعززت هذه المنزلة في كلّ التحديات التي مرّ بها مجتمعنا فزادته مناعةَ، وإذا ما تمسكنا بدور الأسرة فيعني ذلك أننا سلكنا الطريق القويم الذي يؤدي إلى تحقيق شخصية وطنية متميّزة وأجيالِ تواصل ما حققه الآباء والأجداد من عز وازدهار حضاري.
الأسرة تعيش في عصرنا تحديات كثيرة جديدة، بفعل ما يشهده العالم من تحولات على كل المستويات ومنها تحدّي اللغة العربية، باعتبار أن اللغة هي وسيلة التفكير ومحتوى الثقافة والتربية والهوية التي ننقلها إلى أبنائنا، ومن الضروري أن نحافظ عليها بأن يتقنها الأبناء ويتمسكون بها إزاء طغيان اللغات الأخرى، فاللغة مثل الأسرة حضن من المشاعر والأفكار والتاريخ المشترك.
وكلّما كانت اللغة في مأمن من التراجع والضعف نجحنا في تحقيق تماسك الأسرة.
إنّ الأسرة كيان قائم على “المساكنة” التي قوامها الرباط الزوجي، وقد بيّن الله عزّ وجلّ ذلك في قوله: “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إليها”
لذلك فإنّ فكرة “السكن” بما تعنيه من مودَة وتراحم ومحبّة هي قاعدة الرباط المقدّس،
ويجب أن ننبه إلى ظاهرةارتفاع نسبة الطلاق وما يترتب عليها من غياب التوجيه للأبناء والبنات في عصر مليء بالتحديات – ومن ذلك عالم السوشال ميديا – الذي من شأنه أن يهدّد استقرار المجتمع، وعلى الأسرة أن تدرك مخاطر هذه الظاهرة، وأن تبحث في أسبابها لينعم المجتمع بالأمان.
وللأب دوره وللأم دورها ومع الطلاق يغيب هذا التعاون المطلوب.
ويأتي ميثاق الأسرة ليعزّز دعائم الأسرة، فلنعمل على تنفيذه ورعايته جميعا.
وإنّي إذ أشكر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة على هذه المبادرة، أدعو الجميع للتعاون معها نحو تطبيق الميثاق والمحافظة على الأسرة.
دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية