′بعد انسحاب الجيش الأوكراني… ماذا يعني سقوط “أفدييفكا”؟
فيما اعتبر أكبر انتصار رمزي لروسيا بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي، انسحبت القوات الأوكرانية من آخر معاقلها قرب مدينة دونيتسك شرقي البلاد.
وأعلن الجيش الأوكراني، أمس السبت، انسحابه من مدينة أفدييفكا الشرقية، وقال قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي عبر تليغرام ليل الجمعة السبت “وفقا للأمر الذي تلقيناه، انسحبنا من أفدييفكا إلى مواقع معدة مسبقا”.
وبيد أن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا يمهد الطريق لأكبر تقدم روسي منذ ايار 2023، عندما استولت موسكو على مدينة باخموت، حسب منشور على منصات التواصل الاجتماعي لقائد الجيش الأوكراني الجديد، أولكسندر سيرسكي، دعونا نتعرف على القيمة الرمزية والاستراتيجية لهذه المدينة.
ولأفدييفكا قيمة رمزية واستراتيجية كبرى بالنسبة للجانبين، فقد سقطت لفترة وجيزة في العام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
وتبقى السيطرة على أفدييفكا خطوة أساسية في هدف روسيا المتمثل في تأمين السيطرة الكاملة على الإقليمين اللذين يشكلان منطقة دونباس الصناعية، دونيتسك ولوغانسك، وقد تمنح الرئيس فلاديمير بوتين نصرا ميدانيا بينما يسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل.
وتأمل موسكو أن تؤدي السيطرة على المدينة الصناعية التي اشتهرت في السابق بمصنع فحم الكوك المترامي الأطراف، إلى تأمين دونيتسك من القصف الأوكراني المنتظم، عبر هجمات انطلق بعضها من المدينة، إذ إن الاستيلاء عليها يمنح روسيا السيطرة الكاملة على المنطقة المحيطة بالإقليم.
وقال عمدة أفدييفكا، فيتالي باراباش، إن 923 مدنيا ما زالوا في المدينة، بانخفاض عن عدد السكان قبل الحرب الذي كان يبلغ حوالي 32 ألف نسمة، وأغلبهم من كبار السن الذين رفضوا مغادرة منازلهم، حتى مع اشتداد القتال في الأشهر الأخيرة، ولا توجد إمكانية لإجلائهم، وفقا لصحيفة “الغارديان”.
وكان الكرملين قد جعل السيطرة على أفدييفكا أولوية في عام لم يكن من المتوقع فيه أن يحقق أي من الجانبين مكاسب استراتيجية كبيرة في ساحة المعركة، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ”.
وسبق أن علق ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على أهمية المدينة قائلا: “أفدييفكا مهمة بالنسبة لهم للسيطرة على الفضاء المحيط بدونيتسك، يمكنهم من بناء ممرات لوجستية لتزويد منطقة كبيرة من الجبهة”.
وأضاف بودولياك، مطلع الشهر الجاري: “الأمر لا يتعلق بالرمزية، بل يتعلق بالأهمية العملياتية لمنطقة معينة”.
وشبه عدد من المحللين الوضع في أفدييفكا بالقتال العنيف الذي دار أثناء دفاع القوات الأوكرانية عن باخموت العام الماضي، والذي تكبدت خلاله القوات الأوكرانية خسائر فادحة قبل أن تسقط المدينة في أيدي الروس.